وحضر التظاهرة كل من أردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو ورئيس البرلمان عصمت يلماز، كما ألقى كل منهم كلمة خلال التظاهرة.
اقرأ أيضا: تركيا: نجاح مأسسة "العدالة والتنمية"... والانتخابات المقبلة الامتحان الأكبر
ورغم عدم رفع أي علم حزبي في التظاهرة، باستثناء علم الجمهورية التركية، إلا أنها بدت وكأنها افتتاحا للحملة الانتخابية لحزب "العدالة والتنمية"، الذي لا يبدو بأنه سيغيّر كثيراً من استراتيجيته الانتخابية في الانتخابات المقبلة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل عن الحملة الانتخابية الماضية.
وبحسب مراقبين، ستقوم حملة "العدالة والتنمية" الانتخابية بشكل أساس على الهجوم على حزب الشعوب الديمقراطي (مقرّب من حزب العمال الكردستاني)، وذلك على الرغم من التغييرات الواسعة التي شهدتها قائمة مرشحيه للبرلمان والتي أخرجت ما يقارب 55 نائبا برلمانيا، إضافة إلى تغيير جذري في قوائم المرشحين عن مناطق جنوب وشرق الأناضول، حيث تقطن الغالبية الكردية في البلاد.
ورغم أن العديد من المراقبين اعتبروا أن كلمة أردوغان في الدعاية الانتخابية للانتخابات السابقة التي أكد فيها عدم وجود أي قضية كردية وجعلها مشكلة كردية، كانت السبب وراء خسارة العدالة والتنمية لأغلبيته البرلمانية التي سمحت له بالتفرّد بالحكم لـ12 عاما، إلا أن أردوغان أعاد كلامه مرة أخرى، قائلا: "في بلادي لا توجد قضية عرقية، بل هناك قضية إرهاب. مرة أخرى أقولها، بعد ما قمنا به من جهود، وصلنا إلى النقطة التي لم يبقَ في تركيا قضية كردية، بل هناك قضية إرهاب".
اقرأ أيضا: تركيا إلى انتخابات مبكرة.. كيف ولماذا؟
وأضاف: "لا جدال بأن للإخوة الأكراد مشاكلهم وتوقعاتهم، ولكن السؤال ألا توجد للأتراك والعرب والبوشناق والشركس مشاكل وتوقعات أيضا؟! ألا يوجد للظاظا ذلك أيضا؟"، حيث إن الظاظا هي العرقية التي ينتمي إليها صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية)، والتي يختلف أبناؤها حول ما إذا كانوا يعتبرون أنفسهم أكراداً أم لا.
ودعا أردوغان بشكل موارب المواطنين إلى انتخاب العدالة والتنمية، قائلا: "أريدكم أن تنتخبوا في البرلمان 550 نائبا وطنيا محليا يعملون من كل قلوبهم لصالح هذه البلاد. تعرفون تماما ماذا أعني، أليس كذلك؟"، موجها انتقادات شديدة لدميرتاش دون أن يذكر اسمه.
وبدأ داوود أوغلو كلمته بينما كان المتظاهرون يهتفون "لا نريد أن نرى حزب العمال الكردستاني في البرلمان"، في إشارة إلى حزب الشعوب الديمقراطي، موجها كلامه للجمهور بالقول: "بما أنكم لا تريدون أن تروا العمال الكردستاني في البرلمان، لذلك عليكم أن تعملوا بجهد وقوة حتى يوم الانتخابات، كي يبقوا تحت العتبة الانتخابية، وعليكم أن تأتوا بالعدالة والتنمية مرة أخرى إلى الحكم لوحده رمزا للوحدة الوطنية".
اقرأ أيضا: داود أوغلو يدعو الأتراك لضبط النفس حيال هجمات "الكردستاني"
وأكد داوود أوغلو على الوحدة الوطنية بين الأتراك والأكراد، قائلا: "وبينما يُظلم إخوتنا الأكراد في الشرق والجنوب من قبل الإرهابيين، أقول لمواطنينا في الغرب توقفوا أو اهدأوا ولا تنظروا إلى إخوتنا الأكراد على أنهم مذنبين محتملين، بل على عكس ذلك تماما، احبسوا صراخكم، واضغطوا على قلوبكم، ووحّدوا أنفاسكم، وقولوا: الأكراد والأتراك هم إخوة".