توقعت صحيفة خبر تورك التركية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن تستضيف إسطنبول خلال عام 2019 الجاري، قمة ثلاثية تركية أميركية روسية، على ضوء الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، وتنسيق ذلك بالتفاهم المشترك، حيث ظهرت المؤشرات مع دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي دونالد ترامب لزيارة تركيا، وتقييم الأخير لهذه الزيارة.
وأوضحت الصحيفة أن المصادر الأميركية ترى أنه مهما أبطأت واشنطن في موضوع الانسحاب من سورية، وإبقاء الجنود فيها، وعدم الرغبة في الدور التركي، فإنها ستضطر للعودة والتنسيق معها، والعمل المشترك، ولهذا فإن البيت الأبيض أكد الدعوة التركية، وأن المؤشرات تدل على قبول الدعوة، خاصة أن موضوع سورية يجب مناقشته على أعلى المستويات، وهو ما يشير إلى احتمال كبير جدا أن تعقد القمة الثلاثية في إسطنبول خلال العام الجاري.
الصحيفة تحدثت في إطار تناولها الموضوع عن الموقف الأميركي من الانسحاب، حيث إن واشنطن ستبقي مجموعة من الجنود لم يتحدد عددهم، وتشير التوقعات والتصريحات إلى أن عددهم يراوح ما بين 200 و1500، وأن خطة واشنطن لم تتوضح بعد في ما يتعلق بمصير الوحدات الكردية.
وشددت الصحيفة على أن ما هو واضح الآن، هو أن أميركا ستبقي على قواعد عسكرية بمنطقة التنف من أجل قطع الطريق على إيران للوصول إلى البحر المتوسط لنقل السلاح والمعدات، وهو طريق حيوي بالنسبة لطهران، وأن الوحدات الكردية قد تبقى في إطار مواجهة إيران على المدى البعيد.
ولفتت إلى أن واشنطن تخطط لإبقاء جنود على مقربة من الحدود التركية داخل المنطقة الآمنة، بهدف منع سيطرة "داعش" على مناطق واسعة، رغم القضاء على التنظيم، ولذلك على المدى القريب سيتواصل دعم الوحدات الكردية بالسلاح، وحمايتها، والقوة التي ستنتشر في هذه المنطقة ستكون من 1500 جندي بداية، وسيتم تقليل عددهم تدريجيا واستبدالهم بقوات الناتو، وهو ما يخضع للحوار مع حلفائها في حلف الناتو.
وشددت الصحيفة على أن هذه الأفكار جميعها تظهر عدم وجود خطة متكاملة واضحة أميركياً، وإن كانت كلها تستبعد التعاون التركي، فإن واشنطن بالنهاية سترى في أنقرة السبيل الوحيد لتطبيق مخططاتها في المنطقة، وهو ما يستدعي انعقاد القمة الثلاثية.
صواريخ إس 400 الروسية محور المحادثات
من جانبها، أفادت صحيفة حرييت التركية بأن موضوع صواريخ إس 400 الروسية التي اشترتها تركيا من روسيا، ويتوقع بدء توريدها بعد أشهر، كانت في صلب محادثات ترامب وأردوغان، في المكالمة الأخيرة التي جرت قبل أيام. بل كانت في قمة المحادثات، حيث يشكل هذا الملف خلافا عميقا بين الجانبين، خاصة مع إصرار واشنطن على قطع الطريق على أنقرة للمضي قدما في الصفقة، وعرضها مقابل ذلك بيعها صواريخ باتريوت.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان قبل قمة سوتشي الأخيرة بين زعماء الدول الضامنة، تلقى اتصالا من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، ونقل له طلبا بالتراجع عن صفقة الصواريخ الروسية، مهددا تركيا بالعقوبات، ولكن أردوغان رفض ذلك بشدة معتبرا أن الموضوع منته بالنسبة لتركيا في ما يخص التعاقد على الصواريخ الروسية، في حين أكد أردوغان لترامب أن تركيا لديها معايير محددة لاستيراد صواريخ باتريوت، وأن الولايات المتحدة منذ عهد الإدارة السابقة لم تف بهذه الوعود، ولم تلتزم ببيع أنظمة الدفاع الجوي لتركيا.
وبينت الصحيفة أن المعايير التركية هي شراء الصواريخ، ونقل التقنية، والقرض المالي، والجانب الأميركي سبق أن وافق فقط على عملية البيع، دون الموافقة على بقية المعايير، وفي المكالمة الأخيرة، أوضح أردوغان ذلك، وطلب عدم التهديد في موضوع الصواريخ الروسية، والابتعاد عن هذا الأسلوب، فيما رد ترامب بأنه سيعطي تعليماته بهذا الخصوص، ملقيا باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، في تبعات ما يحصل في هذا الملف.