كشف عضو بالمجلس الوطني الكردي السوري عن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفد من المجلس إلى الولايات المتحدة الأميركية، للقاء مسؤولين بالإدارة الجديدة وبحث التعاون، إضافة إلى موضوع توجه القوة المسلحة التي يشرف عليها المجلس من أكراد سورية، والموجودة بإقليم كردستان العراق، لتولي مهام في سورية.
وقال عضو قيادة المجلس الوطني الكردي السوري، سعيد عمر "من المقرر أن يتوجه وفد من المجلس، خلال شهر فبراير/شباط، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بدعوة للقاء عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية الجديدة، لبحث عدة مواضيع، بينها انتقال مقاتلي قوة "روز" إلى المناطق الكردية بسورية".
وأوضح في تصريح صحافي بأربيل اليوم الأربعاء أنّ "الوفد سيضم ثلاثة من قادة المجلس، بينهم رئيسه إبراهيم برو، وكلاً من كامران حاجو وهفال سيامند".
وتأسست تلك القوة في إقليم كردستان العراق خلال الفترة 2015-2016، وتضم قرابة 5 آلاف مسلح من الكرد السوريين اللاجئين في العراق، جرى تدريبهم وإعدادهم بمساعدة مدربين من قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، كما جرى إشراكهم في معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمحاور شمال مدينة الموصل خلال الفترة الماضية.
ويشرف على القوة، المجلس الوطني الكردي السوري، وهو ائتلاف من عدة أحزاب كردية سورية لا يضم حزب "الاتحاد الديمقراطي" (PYD) القريب من "العمال الكردستاني" التركي.
ويشهد المجلس خلافاً كبيراً مع "الاتحاد الديمقراطي" بسبب فرض الأخير سلطته بقوة السلاح على المناطق الكردية بشمال وشرق سورية، ورفضه مشاركة بقية الأحزاب أو التعامل مع المجلس، الذي يلقى دعماً من قيادة إقليم كردستان العراق، وهو مقبول أيضاً من قبل تركيا، بخلاف حزب الاتحاد الديمقراطي.
من جهة ثانية، قال القيادي في "الحزب الديمقراطي" الكردي السوري، كاوه عزيزي، إن محادثات وفد المجلس الوطني الكردي السوري في واشنطن، ستكون في إطار الخطوة الأميركية لإقامة مناطق آمنة بسورية، وإمكانية تولي قوة "روز" دورا في تنفيذها.
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة تتكفل حالياً بتدريب 10 آلاف مقاتل من قوات بشمركة غرب كردستان (روز)، الذين سيتم إدخالهم إلى سورية بهدف إدارة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها".
كما رأى أنّ "إقامة منطقة آمنة ستؤدي إلى إضعاف النظام السوري، وهي في مصلحة الكرد، شرط أن تشمل كل المناطق الكردية. و"بحسب المعلومات المتوفرة المنطقة الآمنة سيتم إنشاؤها في مناطق أعزاز، جرابلس، والراعي".
وبسبب العلاقات التي تربط "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في سورية، بالنظام السوري، فإن الطرفين سيعارضان فكرة إنشاء منطقة آمنة، وهو ما يرجح حصول مشاركة للأحزاب والقوات الكردية السورية الأخرى في المشروع.
ونقلت الصحيفة الكردية عن الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، عبد الباسط سيدا، قوله حول تعاطي الإدارة الأميركية الجديدة مع الملف السوري، إن "تغييرات متوقعة مقبلة في هذا الملف خلال فترة الرئيس الجديد ترامب".
وأضاف "أستطيع القول إن الولايات المتحدة ستزيد من عدد قواتها على الأرض في سورية لمواجهة تنظيم "داعش". ومن الجانب الاستراتيجي واشنطن تعمل وتنسق مع رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، كما أن قوات البشمركة غرب كردستان ستدخل الأراضي السورية كي تسهم في موضوع إنشاء المنطقة الآمنة المزمع إقامتها بشمال سورية".
كذلك، اعتبر المتحدث أنّ "وجود حزب "العمال الكردستاني" وحزب "الاتحاد الديمقراطي" في سورية مؤقت. يريد الجانبان إقامة وضع خاص بهما على حساب الشعب الكردي هناك".