عقد في العاصمة الإيرانية طهران، بعد ظهر اليوم الخميس، الاجتماع الثلاثي بين وزراء دفاع إيران، حسين دهقان، وروسيا، سيرغي شويغو، وسورية، فهد جاسم الفريج، وبحث المجتمعون "سبل تعزيز مواجهة الإرهاب في المنطقة"، بحسب المواقع الرسمية الإيرانية.
وقال وزير الدفاع الإيراني، خلال كلمته، في الاجتماع، إن "طهران تؤكد ضرورة التنسيق والعمل الجماعي بما يصب لصالح اتخاذ إجراءات حقيقية لمكافحة الإرهاب"، معتبراً أن "هذا هو هدف اجتماع طهران"، وذكر أن رفع مستوى التنسيق مع موسكو ودمشق "قد يحقق هدف القضاء على الإرهاب".
وأضاف دهقان، أن بلاده تؤيد مقترح وقف إطلاق النار في سورية، بشرط ألا يؤدي هذا لدعم وتقوية العناصر المنتمية لما وصفها بـ"التنظيمات الإرهابية"، ودعا المعارضة السورية "للوقوف إلى جانب من يكافحون الإرهاب" ووقف التصعيد في الداخل، حسب قوله.
وذكر المتحدث، أن "حل أزمات كل من سورية واليمن والعراق يتطلب مواجهة جدية للإرهاب، ودون استثناء أي من التنظيمات". فضلاً عن هذا، اعتبر أنه "من الضروري تهيئة الظروف المناسبة لشعوب هذه البلدان لتقرر مصيرها وترسم شكل مستقبل بلدانها بنفسها".
ورأى وزير الدفاع الإيراني في كلمته، أن بلاده من "أكثر المناطق استقراراً في الإقليم، وكانت قد واجهت الإرهاب في وقت سابق، وهو ما يجعلها تصر على دعم أمن واستقرار المنطقة التي تهددها مخططات الصهيونية والاستكبار"، على حد وصفه، متهماً الولايات المتحدة الأميركية والسعودية وحلفاءهما بدعم المجموعات المسلحة في سورية، "التي تسوق أنها مجموعات تمثل المعارضة المعتدلة". وحذر من هذه السياسات "التي قد تؤدي بدورها لحصول تنظيم "داعش" على أسلحة كيماوية وحتى نووية، وهو ما يعني تهديد السلم الدولي"، بحسب ما قال.
وكان وزير الدفاع السوري ووزير الدفاع الروسي قد وصلا إلى العاصمة الإيرانية طهران في وقت سابق، للمشاركة في الاجتماع الأمني الثلاثي الذي دعا إليه وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن شويغو: "إن سياسات بلاده تركز على التهديدات الإرهابية المحدقة بالمنطقة برمتها"، مضيفا أنه لا يمكن لموسكو أن تغض النظر عما يجري في كل من سورية، العراق، ليبيا وأفغانستان.
وأشار شويغو، خلال لقاء جمعه، في وقت سابق، بالرئيس التركمانستاني، قربانغلي بردي محمدوف، إلى خطر الإرهاب وتنظيماته، قائلا: "من المقلق تواجد هذه التنظيمات في المنطقة".
وكانت المواقع الإيرانية قد نقلت، في وقت سابق، "إن الوزراء الثلاثة سيبحثون ما تم تحقيقه ميدانياً في سورية، خلال الأشهر التسعة الماضية، أي منذ إعلان روسيا بدء توجيه ضربات جوية لمواقع في سورية، وهو ما تزامن وإعلان الحرس الثوري الإيراني عن زيادة عدد مستشاريه العسكريين على الأرض هناك.
وقال الخبير السياسي في الشؤون الإيرانية والمقرب من مراكز صنع القرار، عماد آبشناس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "طاولة حوار طهران الثلاثية تبحث تفاصيل تتعلق بعمليات جديدة سيتم شنها في المستقبل القريب في كل من حلب والرقة".
وأضاف: "وزراء دفاع كل من سورية وإيران يبحثان مع نظيرهما الروسي مدى قدرة بلاده على تعزيز الدعم الجوي خلال العمليات الجديدة، ولا سيما في مناطق حلب وما حولها".
ويعتقد آبشناس، أن الحاضرين ناقشوا الدور الأميركي في مناطق شمال سورية، حيث دخلت الولايات المتحدة على الخط من خلال الأكراد، و"طهران متخوفة من هذا الدور، ومن المتوقع إعلان موقف يرفض الدور الأميركي هناك".
في السياق ذاته، قال الدبلوماسي الإيراني السابق، هادي أفقهي، لـ"العربي الجديد"، إن كلاً من روسيا وإيران تستشعران الخطر القادم من الدور الأميركي الأخير في مناطق من سورية، لافتاً إلى أنه "دور يهدف للإعلان عن مناطق فدرالية كردية شمال البلاد، وهو المشروع الذي قد يجهّز الأرضية لتقسيم سورية لمناطق سنية وعلوية كذلك"، معتبراً أن طهران وموسكو ستحاولان التنسيق لمنع هذا الأمر ولرفع مستوى التنسيق لاسترداد تلك المناطق، حسب رأيه.
وأضاف أن التحولات الميدانية الأخيرة في سورية جرت بشكل سريع، وهو ما يتطلب رفع مستوى التنسيق أولاً، وإعادة التوازن في مناطق دون أخرى من قبيل الرقة ثانياً، معتبراً أن هذا الاجتماع الذي أتى بعد استشعار خطر ما، سيخرج بقرارات جدية معنية بهذه القضايا بشكل مباشر.
وفي الوقت الذي شكلت فيه كل من إيران وروسيا وسورية غرفة عمليات مشتركة، أعلنت هذه الأطراف مع العراق تشكيل جبهة رباعية في بغداد أيضاً، وأشار أفقهي لهذا الأمر قائلاً: "إن "العراق هو الطرف الحاضر الغائب في هذا الاجتماع، فعلى الرغم من أن التركيز سيكون على الوضع السوري، لكن سيكون للوضع في الفلوجة نصيب"، فبعد أن زوّدت موسكو الجيش العراقي بأسلحة، ستبحث مع طهران سبل تطوير التنسيق مع الحكومة في العراق، وربما تقديم المزيد من الدعم العسكري، حسب قوله.