في يوم مختلف، تناول عشرات الآلاف من السودانيين الإفطار الرمضاني الأول في محيط قيادة الجيش، بعد أن دخل الاعتصام الشعبي اليوم الإثنين شهره الثاني.
وتجمع المعتصمون من مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم، حاملين معهم موائدهم الرمضانية استجابة لدعوة من قوى إعلان الحرية والتغيير، التي دعت إلى استمرار الاعتصام إلى حين تحقيق مطالبها بتسلم حكومة مدنية مقاليد السلطة في البلاد.
وبعد نهاية الإفطار، عادت الهتافات القوية المؤيدة للحكومة المدنية، أو تلك المطالب الداعية لتصفية الدولة العميقة التي أسس لها نظام المخلوع عمر البشير.
في غضون ذلك، لا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات بين تحالف الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي.
وعلى عكس التوقعات، لم يسلم المجلس العسكري اليوم رده حول مقترحات وثيقة دستورية سلمها تحالف الحرية والتغيير الأربعاء الماضي، كما لم تسلم وساطة شخصيات قومية مقترحاتها للطرفين.
إلى ذلك، التقى رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بالقصر الجمهوري اليوم الإثنين، المبعوثة الصينية للسودان شو جينخو.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن المبعوثة الصينية تأكيدها اهتمام بلادها بالسودان وما يجري فيه من تطورات سياسية باعتباره بلداً صديقاً.
وشددت المبعوثة على حرص الصين على إجراء حوار بين المجلس العسكري وكافة القوى السياسية لـ"تقديم المساهمات الإيجابية في سبيل دفع الحوار بينها، وصولاً إلى سلام واستقرار بالسودان".
وأوضحت جينخو أنه تم خلال اللقاء التوصل إلى "توافق في الرؤى مع المجلس في عدد من القضايا"، مؤكدة أن "الصين ستحترم وتدعم اختيار الشعب السوداني وإرادته المستقلة في الوصول إلى طريق يعزز الاستقرار والتنمية".
وأعربت المبعوثة الصينية عن "ثقة الصين في قدرة السودانيين على التوصل إلى توافق عبر الحوار الواسع لدفع الانتقال السياسي إلى غاياته السلمية"، مضيفة أن "الصين ستمضي قدماً في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين".
واحتفظت بكين بعلاقات جيدة مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير طوال سنوات حكمه، خاصة في المجال الاقتصادي، إذ ساهمت الشركات الصينية في إنتاج وتصدير النفط السوداني، الذي كان يعتمد عليه الاقتصاد السوداني قبيل انفصال جنوب السودان في 2011.