بشكل مفاجئ، اقتحم أكثر من مائة جندي إسرائيلي، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، بلدة العوجا بمحافظة أريحا والأغوار، شرق الضفة الغربية، ونصبوا خيمة ضخمة على تلة قريبة، وأوصلوا لها التيار الكهربائي من خلال محول ضخم، ثم شرعوا بمداهمة عشرات المنازل فيها، والتحقيق الميداني مع ساكنيها، واستجوابهم عن موقفهم تجاه خطة الضم الإسرائيلية المرتقبة.
وما أثار المخاوف، وفق رئيس بلدية العوجا صلاح فريجات، أن المنطقة التي داهمها الاحتلال تقع ضمن تصنيف "أ"، أي أنها خاضعة لسيطرة فلسطينية كاملة، مشيراً إلى أن "هذا يأتي في ظل انعدام المعلومات حول طبيعة المناطق التي ينوي الاحتلال ضمها، فنحن لا نعرف هل ستكون العوجا من ضمنها أم لا؟ لكن ما نعرفه أننا سنتصدى بكل قوتنا لتلك الخطوة".
وقال فريجات، في حديث لـ"العربي الجديد": إن "جنود الاحتلال بقوا في بلدة العوجا حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الخميس، بعد أن بثوا الرعب بين الأهالي، وأخضعوا الكثير منهم للاستجواب والتحقيق، مع تصوير بطاقاتهم الشخصية وتسجيل معلومات شخصية عنهم وإحصاء أعدادهم".
وتجول رئيس البلدية على معظم البيوت التي داهمها جنود الاحتلال، حيث أكد له السكان أنهم رفضوا التجاوب مع جنود الاحتلال، ورفضهم لخطوة الضم، مؤكدين أن هذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية خالصة.
من جهته، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، في حديث صحافي، إن "هذه خطوة استباقية من الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على معنويات الشعب الفلسطيني، والقيام باستطلاع رأيهم بالقوة المسلحة، لحصر أعداد المواطنين المتواجدين استباقاً للتاريخ المعلن للضم"، مشيراً إلى أن "المنطقة تشكل سلة غذاء فلسطين، وخزاناً للموارد المائية، ويسعى الاحتلال إلى خنق أبناء الشعب الفلسطيني عن طريق عزله بضمه لمنطقة الأغوار".
وتأتي هذه التطورات في وقت كشفت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، النقاب عن استعدادات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لإجراء إحصاء سكاني في المناطق المصنفة (ج)، فيما أوضحت الصحيفة، أن سلطات الاحتلال تستعد لإحصاء المواطنين الفلسطينيين في المناطق التي سيتم ضمها لـ"السيادة الإسرائيلية".
وتشكل بلدة العوجا نموذجاً صارخاً لما تتعرض له البلدات والقرى الفلسطينية من اعتداءات من الاحتلال الإسرائيلي، حيث سبق وأن أخطرت سلطات الاحتلال مؤخراً نحو 70 منزلاً بالهدم في الجزء المصنف "ج" من البلدة -الخاضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة- وهو المعروف بـ"منطقة راس العين- الشلالات".
ويقول فريجات: "إن المعركة التي تخوضها حكومة الاحتلال لضم الأغوار متواصلة للاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة منها، إذ تقوم على التهجير الفردي وصولاً للهدم الجماعي"، معتبراً أن المخطط هو الأخطر منذ عام 1967.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن مخطط ضم الأغوار يشمل مليوناً و260 ألف دونم، لافتة إلى أن الاحتلال يسعى لفرض سيطرته الكاملة على أراضي منطقة العوجا وبلدتها، الغنية بالمياه الجوفية والثروة الزراعية.
وتنفذ سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات في سبيل ذلك، من أبرزها حرمان المزارعين في العوجا من مصادر رزقهم في الخضراوات الموسمية التي تنبت خلال الصيف بسبب الجفاف، خاصة الحمضيات والموز، وتسلب جزءاً كبيراً من مياهها من خلال القنوات والآبار الارتوازية التي يصل عمقها إلى 700 و800 متر، فيما يتردد مستوطنو المستوطنات المحيطة المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك منذ عشرات السنين على النبع بهدف السيطرة على المنطقة، إضافة إلى منع الاحتلال للمزارعين من حفر آبار ارتوازية تغذي القرية، كما جاء في تقرير هيئة الجدار والاستيطان.
وساهمت تلك الخطوة في اختفاء التنوع الحيواني، وانخفاض نسبة الزراعة في المنطقة المحيطة إلى ما نسبته 80%، من خلال سحب المياه من الأعماق السحيقة.
اقــرأ أيضاً
على صعيد منفصل، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، خيمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، ورفعت فوقها علم الاحتلال، وقامت بالاطلاع على خرائط كانت بحوزتها، وفق تصريحات للناشط الإعلامي في بيت امر محمد عوض.
في سياق آخر، أصيب الخميس، المواطن الفلسطيني نسيم حجة (43 عاماً) بكسور ورضوض، عقب اعتداء نحو 20 مستوطناً عليه في قرية برقة شمال نابلس شمال الضفة الغربية، وفق تصريحات مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وما أثار المخاوف، وفق رئيس بلدية العوجا صلاح فريجات، أن المنطقة التي داهمها الاحتلال تقع ضمن تصنيف "أ"، أي أنها خاضعة لسيطرة فلسطينية كاملة، مشيراً إلى أن "هذا يأتي في ظل انعدام المعلومات حول طبيعة المناطق التي ينوي الاحتلال ضمها، فنحن لا نعرف هل ستكون العوجا من ضمنها أم لا؟ لكن ما نعرفه أننا سنتصدى بكل قوتنا لتلك الخطوة".
وقال فريجات، في حديث لـ"العربي الجديد": إن "جنود الاحتلال بقوا في بلدة العوجا حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الخميس، بعد أن بثوا الرعب بين الأهالي، وأخضعوا الكثير منهم للاستجواب والتحقيق، مع تصوير بطاقاتهم الشخصية وتسجيل معلومات شخصية عنهم وإحصاء أعدادهم".
وتجول رئيس البلدية على معظم البيوت التي داهمها جنود الاحتلال، حيث أكد له السكان أنهم رفضوا التجاوب مع جنود الاحتلال، ورفضهم لخطوة الضم، مؤكدين أن هذه الأرض كانت وستبقى فلسطينية خالصة.
من جهته، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني، في حديث صحافي، إن "هذه خطوة استباقية من الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على معنويات الشعب الفلسطيني، والقيام باستطلاع رأيهم بالقوة المسلحة، لحصر أعداد المواطنين المتواجدين استباقاً للتاريخ المعلن للضم"، مشيراً إلى أن "المنطقة تشكل سلة غذاء فلسطين، وخزاناً للموارد المائية، ويسعى الاحتلال إلى خنق أبناء الشعب الفلسطيني عن طريق عزله بضمه لمنطقة الأغوار".
وتأتي هذه التطورات في وقت كشفت فيه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الخميس، النقاب عن استعدادات المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لإجراء إحصاء سكاني في المناطق المصنفة (ج)، فيما أوضحت الصحيفة، أن سلطات الاحتلال تستعد لإحصاء المواطنين الفلسطينيين في المناطق التي سيتم ضمها لـ"السيادة الإسرائيلية".
وتشكل بلدة العوجا نموذجاً صارخاً لما تتعرض له البلدات والقرى الفلسطينية من اعتداءات من الاحتلال الإسرائيلي، حيث سبق وأن أخطرت سلطات الاحتلال مؤخراً نحو 70 منزلاً بالهدم في الجزء المصنف "ج" من البلدة -الخاضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة- وهو المعروف بـ"منطقة راس العين- الشلالات".
ويقول فريجات: "إن المعركة التي تخوضها حكومة الاحتلال لضم الأغوار متواصلة للاستيلاء على أكبر مساحات ممكنة منها، إذ تقوم على التهجير الفردي وصولاً للهدم الجماعي"، معتبراً أن المخطط هو الأخطر منذ عام 1967.
ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، فإن مخطط ضم الأغوار يشمل مليوناً و260 ألف دونم، لافتة إلى أن الاحتلال يسعى لفرض سيطرته الكاملة على أراضي منطقة العوجا وبلدتها، الغنية بالمياه الجوفية والثروة الزراعية.
وتنفذ سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات في سبيل ذلك، من أبرزها حرمان المزارعين في العوجا من مصادر رزقهم في الخضراوات الموسمية التي تنبت خلال الصيف بسبب الجفاف، خاصة الحمضيات والموز، وتسلب جزءاً كبيراً من مياهها من خلال القنوات والآبار الارتوازية التي يصل عمقها إلى 700 و800 متر، فيما يتردد مستوطنو المستوطنات المحيطة المقامة على أراضي الفلسطينيين هناك منذ عشرات السنين على النبع بهدف السيطرة على المنطقة، إضافة إلى منع الاحتلال للمزارعين من حفر آبار ارتوازية تغذي القرية، كما جاء في تقرير هيئة الجدار والاستيطان.
وساهمت تلك الخطوة في اختفاء التنوع الحيواني، وانخفاض نسبة الزراعة في المنطقة المحيطة إلى ما نسبته 80%، من خلال سحب المياه من الأعماق السحيقة.
على صعيد منفصل، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، خيمة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، ورفعت فوقها علم الاحتلال، وقامت بالاطلاع على خرائط كانت بحوزتها، وفق تصريحات للناشط الإعلامي في بيت امر محمد عوض.