تسعى أحزاب كردية معارضة، إلى توحيد صفوفها، من أجل الحد من نفوذ "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان - العراق السابق مسعود البارزاني، وذلك بعد التقدم الكبير الذي حققه هذا الحزب في انتخابات برلمان الإقليم، التي أجريت في الـ30 من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، والحديث عن نيته تشكيل حكومة أغلبية.
وأكد مصدر سياسي كردي مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن الأحزاب الكردية المعارضة لنهج القوى الحاكمة في إقليم كردستان، تجري اتصالات مكثفة منذ أيام، من أجل توحيد صفوفها داخل برلمان الإقليم، بهدف تشكيل كتلة معارضة قوية، قادرة على كبح جماح محاولات حزب البارزاني التفرد بالسلطة. وأوضح المصدر أن أبرز هذه الأحزاب هي "حركة التغيير"، و"الجماعة الإسلامية"، و"الاتحاد الإسلامي الكردستاني"، وأحزاب أخرى صغيرة.
ورأى المصدر أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن تفاهمات بين أحزاب كردية معارضة تعمل على تشكيل جبهة داخل برلمان الإقليم، من أجل إفشال مخططات "الحزب الديمقراطي الكردستاني" لتشكيل حكومة أغلبية في الإقليم.
وفي السياق، أكد عضو برلمان إقليم كردستان عن "حركة التغيير"، عمر عنايت، أن حركته تخوض حراكاً من أجل تشكيل كتلة قوية داخل السلطة التشريعية الكردية، مبيناً في تصريح صحافي أن أحزاب المعارضة "تعرضت لضربة كبيرة، بسبب حالات التزوير التي رافقت انتخابات برلمان الإقليم، والتي كانت تهدف إلى تعزيز سلطة الحزبين الرئيسيين"، في إشارة إلى "الحزب الديمقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني".
وقال عنايت "نسعى إلى تشكيل جبهة برلمانية قادرة على مراقبة الأداء الحكومي في المرحلة المقبلة، وضمان عدم تكرار ما حدث في الدورة البرلمانية الماضية من تفرد بالقضايا المصيرية، وعدم الرجوع إلى البرلمان"، مؤكداً أن هذا الأمر "تسبب بمشاكل عديدة للمواطنين الأكراد، الذين عانوا من جرّاء ذلك فترة طويلة، لا سيما في ما يتعلق بمسألة تأخر الرواتب".
يذكر أن مصادر سياسية كردية كانت كشفت الأسبوع الماضي عن وجود مساعٍ يجريها "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، من أجل تشكيل حكومة أغلبية في إقليم كردستان، وفقاً للاستحقاقات التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت فيه.
واعتبرت عضو البرلمان العراقي السابق عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أشواق الجاف، أن "زمن التوافقات السياسية انتهى"، مبينة في حديث سابق لـ"العربي الجديد" أن حكومة كردستان المقبلة ستتشكل "وفقًا لما حصل عليه كل حزب من أصوات ومقاعد في الانتخابات"، لافتةً إلى "انطلاق مفاوضات تشكيل حكومة الإقليم"، وإلى أن حزبها "سيحصل على العدد الأكبر من المناصب التنفيذية".