وكانت كوريا الشمالية أثارت قلقاً شديداً، عند إجرائها في سبتمبر/ أيلول الماضي، تجربة نووية سادسة، واختبارها لصواريخ قادرة على بلوغ الأراضي الأميركية.
وشدّد ماتيس الذي يقوم بزيارة إلى كوريا الجنوبية، للمشاركة في محادثات دفاعية سنوية، على أنّ الدبلوماسية لا تزال "الخيار الأفضل" لحل الأزمة الحالية، لكنّه شدّد على أنّ "دبلوماسيينا أكثر فعالية عندما تدعمهم قوة عسكرية ذات مصداقية".
لكنّه حذر في الوقت عينه، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي سونغ يونغ-مو، من أنّ "أي هجوم ضدّ الولايات المتحدة أو ضد حلفائنا سيتم إحباطه".
وقال ماتيس إنّ "أيّ استخدام للأسلحة النووية من جانب الشمال، سيؤدي إلى ردّ عسكري ضخم وفعّال وساحق"، من دون أن يحدّد ماهية السلاح النووي الذي سيؤدي إلى رد عسكري أميركي.
وأضاف "لست أتخيل أيّ ظروف يمكن أن تقبل فيها الولايات المتحدة بكوريا شمالية لديها سلاح نووي".
وكان ري يونغ-هو، وزير الخارجية الكوري الشمالي قد أعلن، في سبتمبر/أيلول أمام الجمعية العام للأمم المتحدة، أنّ بلاده يمكن أن تختبر قنبلة نووية فوق المحيط الهادئ.
وحث ماتيس، بيونغ يانغ، اليوم السبت على "ألا تتوهم"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "تفوقانها قوة". وتنشر الولايات المتحدة 28.500 جندي في كوريا الجنوبية.
"الحرب ليست الهدف"
تأتي زيارة ماتيس، قبل الزيارة الرئاسية الأولى لترامب إلى كوريا الجنوبية، يومي 7 و8 نوفمبر/ تشرين الثاني، في إطار جولة تشمل خمس دول في المنطقة.
وسيصل ترامب إلى اليابان، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم يتوجّه إلى كوريا الجنوبية والصين وفيتنام وأخيراً الفيليبين. وستكون رسالة ترامب إلى الشمال والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، محط الأنظار خلال زيارته إلى البرلمان في سيول وإلى قاعدة عسكرية أميركية.
وكان ترامب صرّح، في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أنّ "شيئاً واحداً فقط سيكون له مفعول" مع كوريا الشمالية، ما أثار تكهنات مجدداً حول إمكان نشوء نزاع مسلح.
إلا أنّ ماتيس، شدّد مراراً على ضرورة التوصّل إلى حل دبلوماسي، مشيراً إلى أنّ واشنطن "ليست مسرعة نحو الحرب" وأن هدفها "ليس الحرب".
وكان بعض مستشاري ترامب، أشاروا إلى أنّ الخيارات العسكرية الأميركية محدودة في شبه الجزيرة، فكوريا الشمالية تنشر قوات مدفعية كبيرة على طول حدودها مع الجنوب، ولديها صواريخ متوسطة وطويلة المدى، يمكن أن توقع عشرات آلاف الضحايا في كوريا الجنوبية، في مطلع أي نزاع محتمل.
ودفعت التهديدات المتزايدة للشمال، بعض نواب الجنوب إلى المطالبة بنشر أسلحة أميركية تكتيكية في الجنوب، لكن سونغ استبعد مثل هذه الفرضية.
وقال سونغ، اليوم السبت، إنّه "لا نعتقد أنّ هناك حاجة لنشر صواريخ نووية في شبه الجزيرة الكورية"، مضيفاً أنّ بلاده قادرة على الرد دون اللجوء إلى سلاح ذري، في حال شنّ هجوم نووي من الشمال.
ولا تبعد سيول التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، سوى 50 كيلومتراً عن الحدود مع الشمال. كما أنّ البلاد حققت تقدماً ملحوظاً في تكنولوجيا الذرة والصواريخ، منذ تولّي كيم، الحكم إثر وفاة والده كيم جونغ إيل في العام 2011.
وأشرف كيم منذ ذلك الحين، على أربع تجارب نووية، من أصل ست قامت بها البلاد، وأشاد بـ"السيف النووي" الذي يشكّل حماية للبلاد من أي غزو محتمل من جانب "العدو الإمبريالي" الأميركي.
(فرانس برس)