سارعت وسائل إعلام دولية وجزائرية لتلقّف الصورة التي نشرها رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، عبر موقع "تويتر"، لتأريخ زيارته الجزائرية ولقائه بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، لتتفاعل بشكل كبير هذه التغريدة التي أظهرت مانويل فالس مع الرئيس الجزائري، في ظهور نادر. وإذا كان المسؤول الفرنسي أراد أن يكشف أن بوتفليقة لا يزال يدير شؤون البلاد ويتحكّم في مصيرها، فإن الصورة أوحت بعكس ذلك. وبحسب كْلُووي رونديلو، مُراسلة صحيفة "لا كروا" الفرنسية في الجزائر، فـ"إننا أمام رئيس جامد، بعينين شاردتين، وفم مفتوح".
وعلى الفور أبدى الجزائريون، الخائفون على مستقبل بلادهم، في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، حزنهم من الصورة وإدانتهم لتصرف الضيف الفرنسي. كما صدرت عن أبناء الجالية العربية وخصوصاً الجزائرية في فرنسا، ردود فعل منتقدة ولاذعة.
وتكشف المراسلة الصحافية الفرنسية، إلى جانب مواقف الإدانة لنشر الصورة والرثاء لحالة الرئيس الجزائري الصحية، مواقف عبّرت عنها المعارضة السياسية الجزائرية، وعبر صحف معارضة، وهي مواقف القلق من الأيام المقبلة. هذه المواقف تساءلت عن قدرة الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 79 سنة، على البقاء في السلطة، خلال المدة المتبقية له من ولايته الرئاسية، مع تدهور صحته بشكل كبير، منذ أبريل/نيسان 2013، علما أن موقع "ويكيليكس" كان قد كشف عن إصابة بوتفليقة بمرض سرطان المعدة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي أميركي في سفارة بلاده في الجزائر، وهو ما أكده الطبيب الفرنسي برنار دوبري لاحقاً، على الرغم من تكذيب الدبلوماسية الجزائرية له.
اقــرأ أيضاً
وإذا كانت الجزائر تفتخر في تاريخها المعاصر، بدينامية دبلوماسيتها، فإن الشعب الجزائري أصبح معتاداً على رؤية رئيسه قابعاً في قصره "الطبيّ"، وهو ما تنقله صحيفة "لا كروا" الفرنسية عن صحيفة "الوطن" الجزائرية، التي كتبت: "لم يقم الرئيس الجزائري بأية زيارة دبلوماسية إلى الخارج، كما أنه لم يقم بأية زيارة وطنية، ولم يُوجّه أي خطاب إلى الأمّة، منذ توليه الرئاسة في فترته الحالية".
لا يعرف أحدٌ على وجه التحديد إن كانت تغريدة فالس خطأ أم أنها متعمدة، لكنها في كل الأحوال، أطلقت ردود فعل سياسية. وكان أنصار الرئيس الجزائري في حالة دفاعية، وهو ما تمكن قراءته في تصريح رئيس ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى، المُقرّب من بوتفليقة، إذ أكد أن "الرئيس ماضٍ في مهمته الرئاسية إلى نهايتها". كما أن معظم الدوائر المقربّة من السلطة، ومن بينها الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأيضاً منتدى رؤساء المؤسسات، بادرت إلى الدفاع عن بوتفليقة، معتبرة نشر التغريدة "سيئة القصد ومُخادِعة"، ضد المؤسسات السياسية.
من جهته بادر حزب "الجيل الجديد" المعارض، الذي يترأسه سفيان جيلالي، لاستغلال الأمر، مُطالباً "النظام الجزائري المحتضر" بـ"مغادرة الساحة وإتاحة المجال لجمهورية جديدة". وهو موقف تتفق عليه كثير من أحزاب المعارضة الجزائرية، وإن كان بعضها أكثر راديكالية في معارضته، خصوصاً حزب "التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية"، الذي يرى رئيسه، محسن بلعباس، أن المشكلة في الجزائر "تتجاوز مسألة رئيس الدولة، ويجب تغيير كل النظام السياسي".
ويبدو الجزائريون كأنهم سلّموا بأمر بقاء بوتفليقة في السلطة على الرغم من وضعه الصحي، وهو ما تمكن ملاحظته في وسط الجالية الجزائرية في فرنسا أيضاً. فلم يعودوا يريدون رؤية ما يقلقهم، لولا أن بلدهم لا يمكن أن يعيش بمعزل عن مختلف جيرانه. فيما أن الغربيين، خصوصاً الفرنسيين، لا تغفل أعينهم عن متابعة مستمرة لمصير هذا البلد العربي الغني والمُؤثّر.
اقــرأ أيضاً
وتكشف المراسلة الصحافية الفرنسية، إلى جانب مواقف الإدانة لنشر الصورة والرثاء لحالة الرئيس الجزائري الصحية، مواقف عبّرت عنها المعارضة السياسية الجزائرية، وعبر صحف معارضة، وهي مواقف القلق من الأيام المقبلة. هذه المواقف تساءلت عن قدرة الرئيس الجزائري، البالغ من العمر 79 سنة، على البقاء في السلطة، خلال المدة المتبقية له من ولايته الرئاسية، مع تدهور صحته بشكل كبير، منذ أبريل/نيسان 2013، علما أن موقع "ويكيليكس" كان قد كشف عن إصابة بوتفليقة بمرض سرطان المعدة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي أميركي في سفارة بلاده في الجزائر، وهو ما أكده الطبيب الفرنسي برنار دوبري لاحقاً، على الرغم من تكذيب الدبلوماسية الجزائرية له.
وإذا كانت الجزائر تفتخر في تاريخها المعاصر، بدينامية دبلوماسيتها، فإن الشعب الجزائري أصبح معتاداً على رؤية رئيسه قابعاً في قصره "الطبيّ"، وهو ما تنقله صحيفة "لا كروا" الفرنسية عن صحيفة "الوطن" الجزائرية، التي كتبت: "لم يقم الرئيس الجزائري بأية زيارة دبلوماسية إلى الخارج، كما أنه لم يقم بأية زيارة وطنية، ولم يُوجّه أي خطاب إلى الأمّة، منذ توليه الرئاسة في فترته الحالية".
لا يعرف أحدٌ على وجه التحديد إن كانت تغريدة فالس خطأ أم أنها متعمدة، لكنها في كل الأحوال، أطلقت ردود فعل سياسية. وكان أنصار الرئيس الجزائري في حالة دفاعية، وهو ما تمكن قراءته في تصريح رئيس ديوان الرئاسة الجزائرية أحمد أويحيى، المُقرّب من بوتفليقة، إذ أكد أن "الرئيس ماضٍ في مهمته الرئاسية إلى نهايتها". كما أن معظم الدوائر المقربّة من السلطة، ومن بينها الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأيضاً منتدى رؤساء المؤسسات، بادرت إلى الدفاع عن بوتفليقة، معتبرة نشر التغريدة "سيئة القصد ومُخادِعة"، ضد المؤسسات السياسية.
ويبدو الجزائريون كأنهم سلّموا بأمر بقاء بوتفليقة في السلطة على الرغم من وضعه الصحي، وهو ما تمكن ملاحظته في وسط الجالية الجزائرية في فرنسا أيضاً. فلم يعودوا يريدون رؤية ما يقلقهم، لولا أن بلدهم لا يمكن أن يعيش بمعزل عن مختلف جيرانه. فيما أن الغربيين، خصوصاً الفرنسيين، لا تغفل أعينهم عن متابعة مستمرة لمصير هذا البلد العربي الغني والمُؤثّر.