وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، سرد أستاذ التاريخ المعاصر عبد اللطيف الحناشي، أطوار أحداث 9 إبريل/ نيسان، موضحا أنها "جاءت في سياق التحولات التي عرفتها علاقة الحزب الدستوري بالحماية الفرنسية آنذاك"، مضيفاً أن "الأحداث انطلقت منذ 5 إبريل/ نيسان، يوم قبض الاستعمار على عضوين من الديوان السياسي للحزب الدستوري، عقد بعدها الحزب اجتماعا قرر فيه تنظيم تظاهرة يوم 7 إبريل/ نيسان 1938، تخرج من منطقة حمام الأنف مكان الإقامة العامة، وبعدها قرر تنظيم تظاهرة أخرى في اليوم الموالي بقيادة الزعيم علي البهلوان رفعوا خلالها شعار (برلمان تونسي دستور تونسي)".
وأضاف الحناشي أنه يوم 9 إبريل/ نيسان قدم الاستعمار الفرنسي علي البهلوان إلى المحاكمة، بعد القبض عليه بتهمة التحريض على الحماية الفرنسية من خلال خطاباته، ووقتها خرجت تظاهرة شعبية تلقائية حضر فيها نحو 1500 تونسي، وإثر تدخل الشرطة استشهد 22 شخصاً وجرح قرابة 150 آخرين وأغلبهم من شباب الأحياء الفقيرة بالعاصمة.
وقال أستاذ التاريخ المعاصر "قد يتساءل بعضهم، لماذا تم اختيار هذا اليوم كعيد للشهداء رغم وجود معارك أخرى استشهد فيها عدد أكبر من التونسيين، على غرار معركة بنزرت التي استشهد فيها نحو 742 تونسياً"، مبيناً أن الحزب الدستوري وظف الأحداث سياسياً لصالحه.
ودعا الحناشي إلى التفكير جديا في تشكيل لجنة وطنية من المؤرخين المختصين في تاريخ تونس المعاصر (1881-1956) من غير الذين ارتبطوا بالحزب الدستوري (أو بغيره من الأحزاب والتنظيمات والحركات السياسية) تنظيميا، أو سياسيا وفكريا أو وظيفيا، تكون مهمتها عادة النظر في الأعياد الوطنية وتحديد مقاييس علمية دقيقة لاعتمادها لتحديد تلك المناسبات، موضحا أن تلك اللجنة قد تساعد في وضع حدّ للجدل الذي يرافق أحيانا المناسبات الوطنية.
وأشرفت اليوم السبت الرئاسات الثلاث على موكب إحياء ذكرى أحداث 9 إبريل/نيسان 1938 بروضة الشهداء بالسيجومي في العاصمة تونس.
وقد حضر الموكب عدد من أعضاء الحكومة والشخصيات الوطنية، وممثلي الأحزاب السياسية ورئيسة منظمة الأعراف.
وفي بيان أصدرته بمناسبة عيد الشهداء، أعربت حركة "النهضة" عن فخرها بمشاركة شعبها إحياء الذكرى التي تمثل محطة كبرى من محطات النضال الوطني، مؤكدة أنها تدرك "حجم المسؤولية الملقاة على عاتق التونسيين وقواهم الوطنية، السياسية منها والاجتماعية، من أجل المحافظة على المكاسب التي حلم بها أجدادنا، وضحوا من أجلها، والتي تحققت بفضل الاستقلال".
وأكدت الحركة في نفس البيان أن "الوفاء لشهداء تونس تجسمه الوحدة الوطنية ودعم الدولة وأجهزتها الأمنية، والعسكرية لمواجهة خطر الإرهاب، والتي مثلت بن قردان صورة رائعة عنها".
وبمناسبة إحياء الذكرى، أدى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اليوم زيارة إلى بن قردان.
وقال إن محاولات تقسيم البلاد بين شمال وجنوب لن تفلح، مبيناً أن الذين يصطادون في الماء العكر ويدّعون أن الجنوب منفصل عن الشمال واهمون، مشيرا إلى أن أهالي الجنوب أثبتوا شجاعتهم وتصدوا للإرهاب وقدّموا شهداء في سبيل الوطن.
وأضاف رئيس الجمهورية "بن قردان اليوم هي عاصمة تونس... وكل المشاريع التي وعدت بها الحكومة أهالي الجهة سيتم تنفيذها خلال السنة الحالية".
وزار قائد السبسي المنازل والمحلات التي تأثرت بالمداهمات وتبادل إطلاق الرصاص ومحاصرة الإرهابيين، ليعطي إثر ذلك إشارة الانطلاق الفوري في أشغال الصيانة والترميم للمنازل المتضررة.