تشي التحضيرات للانتخابات البلدية بأن كلّ شيء على ما يُرام في لبنان. ففي ظلّ الروائح الكريهة، تُخاض معركة انتخابيّة في العاصمة اللبنانيّة بيروت. يسهل خداع أي زائر. هل استعاد هذا البلد عمليته السياسيّة، وخرج من أزمته؟ الظاهر من الانتخابات يقول ذلك. في بيروت، يعمل مئات الناشطين من المناطق اللبنانية ومن أبناء المدينة، لدعم لائحة "بيروت مدينتي".
لائحة أعادت دمج العشرات من الشبان المحبطين في العمل السياسيّ. لائحة تضم بين مرشحيها الـ 24 مناضلين يساريين راديكاليين، يُمكن اعتبار مواقفهم السياسيّة بارومتراً يومياً، فهم أقرب للمثالية منهم للواقعية السياسيّة، وآخرين نشطوا في مواجهة الاحتلال السوري للبنان. ومن بين مرشحيها، فنان غنى فلسطين وبيروت، وغنى الناس وأمل الناس. وبينهم أكاديميون يُشهد لهم بعلمهم، وعاملون بمهن مختلفة. ببساطة هي لائحة أقرب لأن تكون حلماً من أن تكون حقيقة.
نزل أعضاء اللائحة إلى أزقة بيروت، وأعادوا الاعتبار للسياسة كونها تواصلا ونقاشا مع الناس وليست مجرد تعبئة مذهبية، عبر شاشات التلفزة، ومسؤولي الأحياء، الذين يتكفلون بنقل رغبات الزعيم مع "المساعدات" الغذائية أو المالية.
"بيروت مدينتي" لائحة مغرية بلا شك. لكنها توحي بأن الحياة السياسيّة طبيعية، بينما هي ليست كذلك. المشكلة ليست في اللائحة، بل بالبلد، الذي يخرج وزير داخليته (وهو المشرف على الانتخابات البلدية) داعماً لائحة فريقه السياسي ومتعاملاً معها كأنها انتخبت فعلاً. تضفي هذه اللائحة، ولوائح أخرى قليلة على طول الخارطة اللبنانيّة، شرعية على انتخابات أرادها النظام السياسي اللبناني لاحتواء "قرف" وتململ لبناني متزايد. "قرف"، لم يستطع الحراك المدني الأخير استيعابه وترجمته إلى فعل سياسي. ولحظة حاول، تعرّض لضربات قاسية من السلطة وأزلامها، لدرجة "التزاوج" ما بين القمع الرسمي والقمع المليشياوي. سقط الحراك بفخ السلطة، وفخ عدم وجود رؤية سياسيّة وثقافية. أُحبط كثيرون بعد المغامرة الفاشلة. واليوم، كل الخوف، من إحباط آخر، ينتشل من تبقى من مواطنين في بلد الجماعات الطائفية هذا. إحباط ينتشل البقية من اليأس نحو الهجرة القاتلة. التراكم في الحالة اللبنانية يبدو للسلبية وليس لقوة التغيير.
لائحة أعادت دمج العشرات من الشبان المحبطين في العمل السياسيّ. لائحة تضم بين مرشحيها الـ 24 مناضلين يساريين راديكاليين، يُمكن اعتبار مواقفهم السياسيّة بارومتراً يومياً، فهم أقرب للمثالية منهم للواقعية السياسيّة، وآخرين نشطوا في مواجهة الاحتلال السوري للبنان. ومن بين مرشحيها، فنان غنى فلسطين وبيروت، وغنى الناس وأمل الناس. وبينهم أكاديميون يُشهد لهم بعلمهم، وعاملون بمهن مختلفة. ببساطة هي لائحة أقرب لأن تكون حلماً من أن تكون حقيقة.
نزل أعضاء اللائحة إلى أزقة بيروت، وأعادوا الاعتبار للسياسة كونها تواصلا ونقاشا مع الناس وليست مجرد تعبئة مذهبية، عبر شاشات التلفزة، ومسؤولي الأحياء، الذين يتكفلون بنقل رغبات الزعيم مع "المساعدات" الغذائية أو المالية.
"بيروت مدينتي" لائحة مغرية بلا شك. لكنها توحي بأن الحياة السياسيّة طبيعية، بينما هي ليست كذلك. المشكلة ليست في اللائحة، بل بالبلد، الذي يخرج وزير داخليته (وهو المشرف على الانتخابات البلدية) داعماً لائحة فريقه السياسي ومتعاملاً معها كأنها انتخبت فعلاً. تضفي هذه اللائحة، ولوائح أخرى قليلة على طول الخارطة اللبنانيّة، شرعية على انتخابات أرادها النظام السياسي اللبناني لاحتواء "قرف" وتململ لبناني متزايد. "قرف"، لم يستطع الحراك المدني الأخير استيعابه وترجمته إلى فعل سياسي. ولحظة حاول، تعرّض لضربات قاسية من السلطة وأزلامها، لدرجة "التزاوج" ما بين القمع الرسمي والقمع المليشياوي. سقط الحراك بفخ السلطة، وفخ عدم وجود رؤية سياسيّة وثقافية. أُحبط كثيرون بعد المغامرة الفاشلة. واليوم، كل الخوف، من إحباط آخر، ينتشل من تبقى من مواطنين في بلد الجماعات الطائفية هذا. إحباط ينتشل البقية من اليأس نحو الهجرة القاتلة. التراكم في الحالة اللبنانية يبدو للسلبية وليس لقوة التغيير.