النظام السوري يواصل قصف إدلب متجاهلاً وقف إطلاق النار

عدنان أحمد

عدنان أحمد
10 يناير 2020
5CDC0A3F-FBFB-4742-A2FF-4BFBBD34E2CF
+ الخط -
على الرغم من إعلان روسيا عن توصلها إلى اتفاق مع الجانب التركي لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب شمال غربي سورية، واصلت قوات النظام وطائراته الحربية، صباح اليوم الجمعة، استهداف مناطق في المحافظة، فيما حذّر فريق "منسقو استجابة سورية" المدنيين من العودة لقراهم في إدلب.

وقالت مصادر محلية إن طائرات النظام الحربية قصفت بالصواريخ أطراف قرية معرشورين بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت قوات النظام بالمدفعية والصواريخ مدينة معرة النعمان وبلدة تلمنس وقرية معرشورين من حواجزها المحيطة.

من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بأن قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام، فجر الجمعة، استهدف مدينة معرة النعمان وقرى معرشمشة وتلمنس ومعصران ومعرشورين والدير الشرقي والدير الغربي بريف المدينة.

وأكد المرصد أن هذا القصف يمثل خرقاً لوقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع الروسية بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع تركيا، والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية بعد ظهر أمس الخميس بالتوقيت المحلي.

وتابع أنّ "قوات النظام استقدمت، مساء أمس الخميس، تعزيزات عسكرية إلى محاور ريفي حلب الغربي والجنوبي، تزامناً مع إغلاقها معبر المنصورة التجاري الذي يربط مناطق ريف حلب الغربي الخاضعة لسيطرة الفصائل مع مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام".

ودارت اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة وقوات النظام على محاور التح وجرجناز في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

إلى ذلك، حذر فريق "منسقو استجابة سورية" المدنيين من العودة لقراهم، بعد إعلان روسيا عن وقف أحادي لإطلاق النار في شمال غربي سورية. وقال الفريق في بيان له "إن النظام السوري لم يعلن التزامه الفعلي بوقف إطلاق النار، وإنما تم من جانب واحد". وحذر الفريق من عودة العمليات العسكرية للمنطقة، بسبب عدم وجود ضمانات دولية للوقف المشروط لإطلاق النار من قبل روسيا، خاصة بعد خرق الاتفاق الأول في 31 أغسطس/آب الماضي.

وطلب الفريق من جميع النازحين عدم العودة إلى قراهم وبلداتهم في الوضع الحالي لعدم وجود ضمانات حقيقية لسلامة وأمن العائدين، خاصة بعد تسجيل تسعة خروقات من قبل النظام وروسيا في محافظة إدلب بعد منتصف الليل وحتى الآن، لكنه أكد أن عودة النازحين لقراهم وبلداتهم التي شهدت عمليات عسكرية موسعة هي "مطلب مشروع" للجميع في حال استمرار وقف إطلاق النار في شمال غربي سورية.

وطالب الفريق المجتمع الدولي بإيجاد آلية معينة تجبر النظام وروسيا على الاستمرار في وقف العمليات العسكرية على المنطقة والعمل على الالتزام به بشكل فعلي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت عن التوصل إلى اتفاق مع الجانب التركي، يقضي بوقف لإطلاق النار في محافظة إدلب، والتي تشهد منذ أسابيع تصعيداً غير مسبوق من قبل قوات النظام بدعم روسي.

وقال رئيس ما يُعرف باسم "مركز المصالحة الروسي في سورية" التابع لوزارة الدفاع الروسية، يوري يورينكوف، إنّ وقف إطلاق النار بدأ في محافظة إدلب في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم الخميس، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار جاء وفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الجانب التركي.

وكان الرئيسان، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، عقدا قمة في إسطنبول، الأربعاء الماضي، خلال زيارة بوتين لتدشين مشروع "السيل التركي"، لضخ الغاز الروسي إلى تركيا.

وأصدر الطرفان بياناً دعا إلى ضرورة ضمان التهدئة في إدلب عبر تنفيذ جميع بنود الاتفاقيات المتعلقة بها، وخاصة اتفاقية "سوتشي" بين الطرفين، الموقعة في سبتمبر/أيلول 2018. ولم تعلق تركيا على إعلان وزارة الدفاع الروسية، كما لم تعلن فصائل المعارضة السورية في إدلب موقفها من الاتفاق.

وتخضع مدينة إدلب إلى اتفاق وقف إطلاق نار سابق بين البلدين، لكن قوات النظام وروسيا لم تلتزما به، وشنتا حملة عسكرية أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ونزوح 359 ألف شخص، بحسب فريق "منسقو استجابة سورية"، الثلاثاء الماضي.

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.