وفي التحقيق الذي بثته، مساء أمس الثلاثاء، قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى ضمن برنامج "وقت الحقيقة"، سأل معد التحقيق يعالون "عدد من أفراد عائلة أبو جهاد قد أكدوا أن قائدا إسرائيليا كبيرا قد دخل غرفة أبو جهاد بعد أن أطلق عليه عناصر الوحدة الخاصة النار، فهل كنت أنت من أطلق النار للتأكد من الإجهاز على أبو جهاد؟". فرد يعالون وهو يبتسم "لقد مات لقد مات"، في تلميح إلى أنه بالفعل من قام بعملية "تأكيد" القتل.
ويذكر أن العديد من التحقيقات والتقارير الإعلامية الإسرائيلية قد كشفت في الماضي، أن يعالون بالفعل هو من أطلق النار بهدف الإجهاز على أبو جهاد.
وأشار يعالون في التحقيق، إلى أنه في إحدى ليالي مارس/آذار 1988، استدعاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أمنون شاحاك، التي تعد "سييرت متكال"، إحدى الوحدات الخاصة التابعة لها، وقال له إن جهاز الموساد فشل وعلى مدى طويل في اغتيال أبو جهاد، طالباً منه إعداد خطة لتنفيذ عملية الاغتيال.
وبيّن أنه تقرر أن يتم نقل أفراد الوحدة إلى تونس عبر البحر، من أجل ضمان تحقيق المفاجأة، مشيراً إلى أن وصول القوة عبر الجو كان سيلفت نظر رجال الأمن التونسيين والفلسطينيين إلى تواجدهم، مما يزيد من فرص فشل محاولة الاغتيال.
وأضاف "بعد أربعة أيام إبحار وصلنا الشاطئ، وكنا نعرف أن أبو جهاد لم يكن في البيت، ولكننا أدركنا أنه سيأتي في وقت لاحق".
وحول ظروف الاغتيال، قال إيهود باراك، رئيس الوزراء ووزير الحرب ورئيس هيئة الأركان الأسبق، الذي كان يشغل منصب نائب رئيسة هيئة الأركان وقت تنفيذ العملية، وأشرف على تنفيذها من خلال منصة تحكم على ظهر إحدى سفن سلاح البحرية الإسرائيلي، أن قرار تصفية أبو جهاد اتخذ بعد أن وصلت معلومات سرية من الموساد، حول مكان تواجده في تونس.
وقد استغل نشطاء اليمين الإسرائيلي اعترافات يعالون في توجيه الانتقادات له، على خلفية انتقاده الشديد لقيام الجندي إليئور آذريا، بإعدام الفلسطيني الجريح عبد السلام الشريف في الخليل قبل عام، حيث اعتبر يعالون في حينه، أن سلوك آذريا يتعارض مع أخلاقيات الجيش.
وقال نشطاء اليمين الإسرائيلي من خلال تغريداتهم ومناشيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أن ما قام به يعالون من تنفيذ عملية "تأكيد قتل" لأبو جهاد يشبه ما أقدم عليه آذريا.
وقد كشف رونين بريغمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تحقيق نشر قبل سنوات أن أول من أطلق النار على أبو جهاد الضابط في "سييرت متكال" ناحوم ليف، الذي كلف بقيادة خلية الاغتيال، والذي توفي في وقت لاحق في حادث سير عام 2000، عندما كان يتحرك على دراجة هوائية إلى أحد الشوارع في شمال فلسطين.
وأشار بريغمان إلى أن قيادة الجيش تحفظت بعد عملية الاغتيال على إدراج ليف في السلم القيادي في الجيش، بسبب تورطه في تعاطي المخدرات.
ويذكر أن سياسيين إسرائيليين من ذوي الخلفيات العسكرية والاستخبارية قد تباهوا بدورهم في تنفيذ عمليات الاغتيال، إذ سبق ليعالون أن صرّح بأنه لا يوجد أحد من بين المسؤولين الإسرائيليين، قد قتل الفلسطينيين والعرب، أكثر منه.
ونقلت صحيفة "معاريف" مؤخراً عن يعالون قوله "لا يوجد في الكنيست من رأى جنود العدو ومخربين أكثر مني، واضطر لقتلهم".
كذلك، تباهى عامي أيالون، قائد سلاح البحرية الأسبق والذي قاد وحدة الكوماندي البحرية (القوة 13)، وأصبح فيما بعد قائدا لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" بأنه شخصيا قتل من العرب والفلسطينيين أكثر مما قتلت حركة "حماس" في كل عملياتها ضد إسرائيل.
وسبق لإيهود باراك عشية تنافسه على منصب رئيس الوزراء عام 1999 أن لمّح إلى دوره في تنفيذ عمليات الاغتيال من خلال الإشارة إلى "كثرة رؤيته بياض العيون عندما يتطاير من الرؤوس"، في إشارة إلى نتائج عمليات الاغتيال التي كان ينفذها.
بدوره، وخلال تنافسه على مقعد ضمن قائمة الليكود البرلمانية، قال آفي ديختر، الرئيس الأسبق لجهاز "الشاباك" إنه "الأول في تنفيذ عمليات الاغتيال".