تستمرّ الضغوط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقناعه بضرورة وقف تصعيده ضد كل الأطراف، وخصوصاً ضد حركة "حماس" والتحريض على قطاع غزة، بينما قد تفرج "حماس" عما تقول مصادرها إنها "أدلة تملكها الحركة في غزة من شأنها إدانة السلطة ورأسها، في مخطط التحريض على القطاع وفصله بالكامل عن الضفة الغربية"، وسط تسارع وتيرة البحث عن بديل لعباس من بين ثلاثة أسماء مرشحة.
في هذا الإطار، ذكرت مصادر بارزة بحركة فتح أن "الرئيس محمود عباس لن يتنازل عن عدم القبول بتسليم قطاع غزة لحركة حماس بشكل كامل وعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل 11 عاماً، عندما استولت الحركة على القطاع بالسلاح". وأضافت لـ"العربي الجديد"، أن "السلطة لن تقبل بأنصاف الحلول مجدداً، والكرة الآن في ملعب حماس إذا كانت تريد إنجاح المصالحة التي تتم برعاية مصرية"، مشدّدة على أن "قرار السلطة الموحّد في الوقت الراهن، هو إما أن تعلن حماس بشكل واضح وكامل لا لبس فيه تمكين الحكومة بشكل كامل وانسحابها تماماً من المشهد، لتفرض السلطة سيطرتها على القطاع بشكل مطلق، أو أن تتكفل هي بتوفير احتياجات القطاع. لم يعد في المقدور التظاهر بالمصالحة".
يأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه أطراف عربية، بحسب مصادر مصرية، تتصدرها القاهرة، لمنع مزيد من التصعيد، ووقف تحركات عباس نحو فك الارتباط مع قطاع غزة. وأكدت مصادر مصرية وفلسطينية أن "رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، أجرى اتصالات عدة بقيادات بارزة في السلطة الفلسطينية، لوقف تصاعد الأزمة التي نشبت عقب محاولة استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله أثناء زيارته لغزة الأسبوع الماضي"، لافتة إلى أن "الساحة الإقليمية بالكامل تستعد لمرحلة ما بعد محمود عباس، وأن نائبه محمود العالول هو الاسم الذي يمتلك الحظوظ الأكبر لخلافته".
وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن "كامل طالب قيادات السلطة بإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدم التصعيد إعلامياً وسياسياً مع حركة حماس وقطاع غزة"، مؤكداً لهم أن "الوفد الأمني المصري الموجود حالياً في القطاع، سيتولى تهدئة الأجواء مع حماس وباقي الفصائل". كما كشفت المصادر أن "كامل طالب قيادات السلطة الذين تحدث إليهم، وكان من بينهم صائب عريقات وعزام الأحمد، بضرورة تدارك التصريحات العدائية بحق الولايات المتحدة وسفيرها لدى الاحتلال الإسرائيلي، ديفيد فريدمان، لعدم تفاقم الأزمة بشأن القضية الفلسطينية، وتدمير الجهود التي تقوم بها أطراف عربية".
ولفتت المصادر إلى أن "الأسماء الثلاثة هي جبريل الرجوب، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في السلطة ماجد فرج، ومحمود العالول"، لافتة إلى أن "الأخير يحظى بالفرصة الأكبر". وكان عباس قد أكد أن "تفجير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الحمدالله في قطاع غزة، هدفه فصل القطاع عن باقي أجزاء الوطن"، متهماً حركة "حماس" بـ"الوقوف خلفه"، قائلاً إن "القيادة الفلسطينية تعرف تماماً أن حماس هي من تقف وراء التفجير". واستطرد في اجتماع القيادة الفلسطينية، يوم الاثنين الماضي، أن "هذا الحديث ليس غريباً عليهم ولا خارجاً عن عاداتهم، فهم أول من اخترع هذا النمط من الاغتيالات والقتل التي بدأت منذ الثلاثينيات وحتى الآن، ولم يتركوا هذا الأسلوب، وهذه سياسة ولدت معهم". وأضاف أنه "بذلنا كل ما نستطيع لإنجاح المصالحة وتذليل كل العقبات في طريقها، لكن اصطدمنا بنتيجة صفر تمكين للحكومة ومن يقول غير ذلك كاذب"، متابعاً أنه "لا نريد نفاقاً بعد، الآن حماس لا تريد المصالحة".