بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأحد، جولة تشمل عدة دول آسيوية، يفتتحها بزيارة مملكة ماليزيا الاتحادية، ثم جمهورية سنغافورة، فجمهورية إندونيسيا، تلبية لدعوة من قادة هذه الدول.
وسيجري أمير قطر خلال هذه الزيارات، وفق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، مباحثات مع قادة هذه الدول وكبار المسؤولين فيها، تتناول العلاقات الثنائية وسبل تطوير وتنمية علاقات التعاون بين دولة قطر وهذه الدول، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وكذلك توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
وتعد هذه الجولة الثانية لأمير قطر إلى الخارج، وسط مواصلة دول خليجية عربية، من بينها السعودية التي تربطها علاقات وثيقة بكوالالمبور، حصاراً على الدوحة.
وعرضت السلطات الماليزية أن تلعب دوراً فعالا في حل الأزمة الخليجية، بعيد نشوب الأزمة الخليجية، وقالت وزارة الخارجية الماليزية، في بيان لها إن "حكومة البلاد على اتصال مستمر، مع كافة الدول المعنية بالأزمة الخليجية، في ظل سعي كوالالمبور للعب دور فعال في نزع فتيل التوتر"، وفقا لما ذكرته وكالة "برناما" الماليزية الرسمية.
وأشارت الخارجية الماليزية إلى أن "مساعي كوالالمبور للعب دور في حل الأزمة الخليجية، لا تتعارض مع احترامها لرغبة الدول الخليجية في حل أزمتها عبر الإطار الإقليمي المتمثل في دول مجلس التعاون الخليجي".
وتأتي زيارة أمير قطر لماليزيا بعيد جولة دبلوماسية قام بها، في سبتمبر/أيلول الماضي، اختتمها بزيارة الولايات المتحدة، حيث التقى خلالها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وألقى خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وسبق ذلك، جولة قام بها إلى كل من تركيا وفرنسا وألمانيا، كما سبق لأمير قطر أن قام بزيارة ماليزيا في العام 2015.
ومن المتوقع أن يتم خلال زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لماليزيا، التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، حيث سبق أن اتفق البلدان خلال زيارة وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية في شهر مارس/آذار الماضي، على تشكيل لجنة عليا تشرف على العلاقات الدفاعية بين البلدين ورفعها إلى تعاون استراتيجي.
وتشمل اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين، تبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
ووصف وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خلال الزيارة، علاقات بلاده مع ماليزيا بأنها عميقة، وقال "إننا نأمل في إقامة تعاون بين البلدين في قطاع التدريب العسكري والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات المهمة".
بدوره، قال وزير الدفاع الماليزي، هشام الدين حسين، إن "إنشاء اللجنة سيتيح للبلدين تنظيم العلاقات العسكرية في إطار محدد، وأضاف أن "قطر أبدت اهتمامها في مساعدة القوات الماليزية في تقديم المساعدات الإنسانية".
وتعمل العديد من الشركات الماليزية في تطوير البنية التحتية في قطر، تحت مظلة دول آسيان بالدوحة، فيما يمتلك جهاز قطر للاستثمار 50 في المائة من مول تجاري كبير في العاصمة الماليزية، كوالالمبور. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين وفق أرقام السفارة الماليزية في الدوحة 1,1 مليار دولار عام 2015.
وتصدر ماليزيا إلى قطر الآلات والأجهزة الإلكترونية، والمنتجات الخشبية، والمعدات الكهربائية، والمنتجات المعدنية، ووسائل التنقل وما يتعلق بها، بينما تنحصر الواردات الأساسية الماليزية في المواد البترولية والكيميائية ومنتجات الألومنيوم والآلات والمعدات الخفيفة.
ووقعت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "موانئ قطر"، في شهر يوليو/ تموز الماضي، مع عدد من الشركات الماليزية لصناعة وبناء السفن، اتفاقات لتزويد "موانئ قطر" بسفينتين لنقل الحاويات والبضائع العامة بطول 68 و64 مترا خلال الأشهر المقبلة.
وسبق أن اتفقت الدوحة وكولالمبور عام 2015 على تخصيص ملياري دولار في صندوق مشترك للبحث عن استثمارات في آسيا، لا سيما الدول المجاورة لماليزيا، إضافة إلى الاستثمار في قطر.
كما ترتبط الخطوط الجوية القطرية باتفاقية شراكة مع شركة طيران "ماليندو" الماليزية، للنقل الموحد وذلك في إطار الجهود الرامية لتوفير حلول سفر أكثر سلاسة للمسافرين بين جنوب آسيا وأكثر من 100 وجهة حول العالم تضمها شبكة الناقلة القطرية، حيث يتمكن المسافرون في إطار هذه الاتفاقية، من الاستفادة من ميزة الحجز الموحد لشركتي الطيران، ويزور حوالي 9 آلاف مواطن قطري ماليزيا سنويا بهدف السياحة.
بدوره، عرض الرئيس الإندونيسي، جوكو ويديدو، خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر في شهر يونيو/ حزيران الماضي، استعداد بلاده للمساهمة في حل الأزمة بين دول الحصار وقطر، بالطرق الدبلوماسية.
وترتبط الدوحة وجاكرتا بعلاقات ثنائية متطورة، في مختلف المجالات، حيث زار الرئيس الإندونيسي قطر قبل عامين. وتسير الخطوط الجوية القطرية رحلة أسبوعيا إلى جاكرتا، و14 رحلة أسبوعيا باتجاه بالي.
ويقيم 8 آلاف مواطن إندونيسي في قطر، يعملون في شركة قطر للبترول، وقابكو، وقافكو، وراس غاز، وكيوتل، وشركة قطر للغاز، والخطوط الجوية القطرية.
وأنشأت قطر وسنغافورة عام 2006 لجنة اتصال على مستوى عال، لتعزيز التعاون بين البلدين، حيث تعد قطر الشريك الثالث تجاريا بالنسبة لسنغافورة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما تحتل المرتبة 20 بالنسبة لسنغافورة على المستوى العالمي فيما يتعلق بالتجارة البينية، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 11.26 مليار دولار سنغافوري عام 2008.