أطلقت القوات العراقية اليوم الأحد، عملية عسكرية واسعة، قالت إنها امتداد لعملية "إرادة النصر" بمراحلها السبع السابقة، لتشمل هذه المرحلة (الثامنة) محافظات كركوك، والموصل، وصلاح الدين، والأنبار، وديالى، بهدف تطهيرها من "بقايا الإرهاب"، وفقاً لبيان عسكري عراقي، بمشاركة ودعم مباشر من طيران التحالف الدولي.
وتأتي العملية بعد يوم واحد فقط على تعرض قاعدة "كي وان" العسكرية، التي تتواجد بداخلها قوات أميركية في كركوك، لقصف تسبب بمقتل متعاقد أميركي، فيما وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عقب ذاك إلى قاعدة عين الأسد الأميركية بمحافظة الأنبار، وعقد اجتماعاً بالقيادات العسكرية الأميركية وقيادات عسكرية عراقية.
وللمرة الأولى، تخلفت مليشيات "الحشد الشعبي" عن المشاركة بعملية عسكرية بهذا المستوى، على الرغم من مشاركتها بمراحلها السبع السابقة.
ووفقاً لبيان أصدرته خلية إعلام الحكومة العراقية، فإنه "بتوجيه من رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، وبإشراف من قيادة العمليات المشتركة، انطلقت صباح اليوم الأحد المرحلة الثامنة من عملية إرادة النصر من خمسة محاور"، مبيناً أن "المحور الأول هو قيادة عمليات نينوى، فيما كان المحور الثاني قيادة عمليات الجزيرة (غربي الأنبار)، والمحور الثالث قيادة عمليات صلاح الدين، والرابع قيادة عمليات ديالى، والخامس المقر المتقدم بكركوك".
وأضاف أن "هذه المرحلة اشتركت فيها قطعات من الجيش والشرطة وطيران الجيش العراقي، وطيران التحالف الدولي، والقوات العشائرية، وعدد من الوكالات الأمنية والاستخبارية"، مشيراً إلى أن "العملية تهدف إلى تفتيش وتطهير المناطق والقرى، والمساحات المفتوحة للتعقب وإلقاء القبض على المطلوبين، وتجفيف بقايا الإرهاب، وإدامة الاستقرار والأمن، ضمن القواطع التي ستشملها هذه المرحلة، وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة".
وتُعدّ هذه المرحلة من "إرادة النصر" أوسع من المراحل التي سبقتها، والتي شملت خمس محافظات في وقت واحد. وبحسب قيادات عسكرية عراقية، فإن أهداف العملية لا تقتصر على الأهداف المعلنة فقط، بل تشمل عمليات تفتيش، ووضع خارطة لأماكن وتحركات بعض الفصائل المسلحة في تلك المحاور.
وقال ضابط رفيع في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إن "التوجيهات التي صدرت من الجهات العليا كانت مفاجئة، وإن العملية التي بدأت عند الرابعة من فجر اليوم، لم يُعلن عنها إلا قبل وقت قصير من انطلاقها"، مبيناً أن "التوجيهات التي صدرت تضمنت عمليات تفتيش وتمشيط لتلك المناطق، خصوصاً القريبة من المعسكرات الأميركية، ووضع خارطة انتشار للفصائل التابعة لـ"الحشد الشعبي" وتحركاتها، والبحث عن العناصر الإرهابية، وعن أي أسلحة أو صواريخ قريبة من القواعد الأميركية، أو في الصحراء بتلك المحافظات".
وأشار إلى أنه لا يعرف سبب إبعاد "الحشد" عن العملية، مبيناً أن "الأوامر العليا صدرت بتحرك الجيش والشرطة وبعض القوى العشائرية فقط، من دون أي تفاصيل أخرى"، مؤكداً أن "القوات تتحرك حالياً نحو الأهداف المرسومة لها، وفق معلومات استخبارية".
وتحدثت مصادر إعلامية في وقت سابق عن دخول صواريخ إيرانية خلال الأيام الأخيرة إلى العراق، تسلمتها فصائل مليشياوية، قد تستخدمها في ضرب القواعد الأميركية في العراق.
يشار إلى أن القوات العراقية كانت قد أطلقت عملية "إرادة النصر" الأولى مطلع يوليو/ تموز الماضي، لتطهير مناطق البلاد من بقايا "داعش"، وشملت العملية بصفحاتها السبع، صحراء الأنبار حتى الحدود السورية، ومن ثم أطراف بغداد وأجزاء من محافظات صلاح الدين، وديالى وكركوك، وصحراء الموصل الممتدة حتى الحدود السورية، وأطراف محافظة نينوى.