"صديق للإصلاح الاقتصادي وعدو للحريات المدنية، يراه الغرب قوةَ اعتدال واستقرار اقتصادي بالمنطقة"، هكذا وصفت مجلة "فوربس" الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين وضعته في المرتبة 44 في قائمة الأكثر تأثيراً في العالم.
وجاء السيسي خلف الرئيس الكوري "كيم غونغ أون" الثلاثيني العمر، والذي اعتبرت "فوربس" قوته ممثلةً في أنه "القائد الكوري الأعلى الذي يملك سيطرة كاملة على أرواح 25 مليون شخص، يعيشون في دولته المنعزلة المهترئة!".
وتُقدم المجلة تعريفاً للسيسي تذكر فيه أنه الرئيس الحالي لمصر، الدولة الأكبر سكاناً في العالم العربي، وزير الدفاع السابق والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي تولّى السلطة عام 2014 بعد انتخابات رئاسية فاز فيها بـ 97% من الأصوات، وبعد أن أطاح الجيش بالرئيس المصري محمد مرسي، والذي قال السيسي عنه إنه "لم يحقق أهداف الشعب".
وتقدم السيسي في القائمة خمس درجات عن العام السابق، متفوقاً أيضاً على باراك أوباما، ويرجع ذلك إلى "جرأته في استخدام السلطات التي في يديه"، فمجلة فوربس تقيم الشخصيات على معايير مثل السلطة والنفوذ والتأثير على الناس، والموارد المالية التي يتحكم فيها المرشح، والاستخدام النشيط للقوة والسلطة.
وتقول الصحيفة إن "من حيث السلطة والنفوذ يبسط السيسي سلطته على عشرات الملايين من المصريين، تماماً مثلما يفعل زميله كيم الكوري، لا يهم كثيراً في التصنيف ما يفعلانه لصالح الناس، فقد يكون التأثير نابعاً مما يفعلانه بالناس، حتى لو كان تنكيلاً وتشريداً".
وتضيف أن "السيسي يستخدم قوة جيشه وشرطته ليرفع الأسعار بشكل أصبح يومياً، ومن يعترض يواجه اتهامات جاهزة بالإرهاب والخيانة والعمالة والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، حتى لو كان علمانيا معروفا أو مسيحيا متدينا".
وتلفت إلى أنه "كذلك تأتي سيطرته على الموارد المالية؛ فقد أسند اقتصاد البلد للمؤسسة التي هو من كبار مديريها وشركائها، وهي المؤسسة العسكرية".
وتستدرك قائلة: "الحق أن هذه المؤسسة نجحت في فعل ما لم يقع خلال ثلاثين سنة، بشهادة عدد من الاقتصاديين؛ فنمو البطالة والتضخم وأعداد الفقراء المتزايدة وارتفاع الدين المحلي والخارجي كلها أشياء حولت كثيراً من أبناء الشعب على يد تلك المؤسسة إلى مجموعة من المتسوّلين الذين يقفون لتلقي المعونة من عربات تحمل شعار القوات المسلحة".
أما من ناحية الاستخدام النشيط للقوة، فعلى الرغم من أن المجلة ضربت على ذلك مثالاً يحتذى به في القياس، وهو "فلاديمير بوتين" الذي تربع على سقف القائمة بفعل مجازره في سورية، سابقاً رئيس الولايات المتحدة الجديد "ترامب" الذي يمثل الوجه الجديد الواعد الذي يتوقع أن يعتلي القائمة في العام المقبل، لم يتردد السيسي في إرسال قوات من جيشه للمشاركة في الحرب في عدة أماكن بالمنطقة، ولم يتردد أيضاً في اكتساح مناطق المدنيين بسيناء، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود الشرقية لمصر، وتهجير أهل القرى الحدودية، ونسف منازلهم ومساجدهم، وإغراق أنفاق غزة التي كانت تعد شريان حياة للفلسطينيين وبابَ ربح ضخم للمصريين أيضاً، حسب الصحيفة.
كل ذلك "مثّل خدمات جليلة للكيان الصهيوني، وهي خدمات ما كان يحلم بها الإسرائيليون أنفسهم، كما حول السيسي جهاز الإعلام المصري إلى فرع للشؤون المعنوية للقوات المسلحة والتي تعطي التعليمات يوميا بكيفية معالجة الأخبار وتوجيه الرأي العام"، تختم الصحيفة.