بدأت القوات الأميركية في شمال شرق سورية ببناء قاعدة عسكرية جديدة لها، في حين تحدثت مصادر لـ"العربي الجديد"، عن افتتاح معبر بين مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الجيش الوطني السوري" في ريف حلب الشمالي الشرقي، شمال سورية.
وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية الموجودة في ريف الحسكة، شمالي شرقي البلاد، شرعت ببناء قاعدة عسكرية في منطقة تل براك.
وأوضحت المصادر أن القوات الأميركية اشترت أرضا في المنطقة بمبلغ مالي لم يتم الكشف عنه، وبعد تجريفها وتسويتها بدأت برصف الأرض بالحصى تمهيدا لتعبيدها، كما قامت برفع سواتر ترابية وبناء سواتر من الإسمنت المسلح.
وبحسب المصادر، فإن القاعدة العسكرية الجديدة مهمتها رصد الطرق الواصلة بين مطار القامشلي ومدينة الحسكة، وأهمها الطريق الدولي "ام 4"، الذي تحاول روسيا السيطرة عليه من خلال دوريات المراقبة التي تعترضها بشكل دوري الحواجز الأميركية المنتشرة في المنطقة.
وبحسب المصادر، في حال بناء القاعدة فإن القوات الروسية ستكون مجبرة على الاصطدام بها في أي عملية انتقال أو تحرك بين الحسكة والقامشلي، إذ أقامت روسيا في مطار القامشلي قاعدة لها وعزّزتها مرارا بالجنود والآليات الثقيلة.
وتقع تل براك على بعد 30 كلم شمال مدينة الحسكة على الطريق "السابع"، وتقع جنوب الطريق الدولي بقرابة 37 كلم جنوب ناحية أبو راسين.
وشهدت تلك المنطقة بالإضافة لناحيتي تل حميس وأبو راسين أخيرا عدة صدامات بين الدوريات الروسية والحواجز الأميركية التي أجبرت الدوريات الروسية على السير في طرق فرعية بعيدا عن الطريق الدولي.
وتتمركز القوات الروسية في مناطق سيطرة "قسد" بناء على تفاهمات بين الطرفين وتفاهمات مع تركيا، فيما تنتشر القوات الأميركية تحت غطاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
وكانت واشنطن قد سحبت قواعدها من المناطق التي تسيطر عليها "قسد" في الرقة وحلب وأبقت على قواعدها في الحسكة ودير الزور بذريعة محاربة التنظيم وحماية حقول النفط.
معبر بين "قسد" و"الوطني"
وعاود "الجيش الوطني السوري" ومليشيا "قسد" افتتاح معبر أم جلود في منطقة منبج بريف حلب بين مناطق سيطرة الطرفين، وذلك بعد إغلاقه بسبب العمليات العسكرية التي شنها "الجيش الوطني" ضد المليشيا بدعم تركي.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن المعبر الواقع شمال غرب مدينة منبج تم افتتاحه مجددا بعد اتفاق بين "الجيش الوطني" و"مجلس منبج العسكري" التابع لمليشيا "قوات سورية الديمقراطية".
وذكرت المصادر المقربة من "قسد" أن افتتاح المعبر تم من أجل إعادة وتنشيط حركة التجارة وعبور المدنيين بين مناطق سيطرة الطرفين، خاصة بعد هدوء معظم الجبهات وتوقف المعارك.
وكان المعبر قد تم إغلاقه إثر العملية العسكرية التي شنها الجيشان "الوطني السوري" والتركي ضد "قسد" في منطقة شرق الفرات في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وأدت تلك العملية إلى سيطرة الجيش الوطني على مساحة واسعة في ناحيتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.
وبحسب المصادر، فإن حركة التجارة والعبور عادت تدريجيا إلى المعبر، إذ تعتمد المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الوطني" على مواد كثيرة تأتي من مناطق سيطرة "قسد"، على رأسها النفط ومشتقاته.
وجاء ذلك الافتتاح في ظل التفاهمات الروسية التركية حول مناطق سيطرة "قسد"، وتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين في منطقتي شرق وغرب الفرات.