يُغادر استوكهولم، اليوم الأحد، وزير خارجية كوريا الشمالية، ري يونغ هو، بعد زيارةٍ رسمية استمرت ثلاثة أيام لهذا البلد الأوروبي، الذي يبقي على علاقته الدبلوماسية مع بيونغ يانغ منذ عام 1975، ويأخذ على عاتقه تمثيل مصالح عددٍ من الدول هناك. ومنذ أمس السبت، انتظر الصحافيون تسريبات حول ما جرى التفاوض بشأنه، في أعقاب محادثات مُكثفة، كان عنوانها الدبلوماسي "بحث الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية".
وبحسب ما أفادت مصادر إعلامية في الخارجية السويدية، "العربي الجديد"، فإن المباحثات "أخذت طابعاً جدياً وحاسماً، ولعب السويديون دوراً فاعلاً بين الجانبين، في ما يتعلق بالخطوات السابقة لقمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون".
وفي شأن ما جرى التفاوض حوله، رشحت التسريبات أن "معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) لعب دوراً مهماً في هذه المباحثات، التي شملت قضايا السلاح النووي الكوري الشمالي، والوضع الإنساني، في ظلّ المقاطعة والعقوبات الاقتصادية، بالإضافة إلى مسألة التعاون الإقليمي، التي تشمل أطرافاً عدة، بينها كوريا الجنوبية واليابان وروسيا والصين"، وهو دور كان قد لعبه معهد الأبحاث في عامي 2016 و2017 "بدون ضجة كبيرة حول دوره في تخفيف التوتر في شبه القارة".
وتضيف تلك المصادر أن استوكهولم شهدت ما يشبه "مفاوضات" أو "ريكورد"، بمساهمة الدبلوماسي السويدي الدولي يان الياسون. وفي الاتجاه ذاته، تأكّد اليوم الأحد أن "بادرة إنسانية" ستطرأ خلال الفترة المقبلة، في ما يتعلّق بالمعتقلين الأميركيين الثلاثة في سجون كوريا الشمالية، "ربما كبادرة حسن نية، قبيل الاستمرار في التحضير للقمة المزمع عقدها" بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي.
وذكر مدير المكتب الصحافي لوزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، اريك فيركنشو، أن "القنصلية السويدية ناقشت تفاصيل قضية إطلاق المعتقلين والالتقاء بهم".
وتعول استوكهولم، وفق المصادر السويدية، على قضية المعتقلين لـ"تعزيز دورها كوسيط بين الطرفين".
وفي السؤال المتعلق بـ"مشاركة أميركية في المباحثات التي شهدتها استوكهولم خلال الأيام الماضية"، ترفض المصادر تأكيد "مستوى المشاركة الأميركية". لكن يبدو أن التكتم الذي أحاط بزيارة ري هو إلى استوكهولم "أمرٌ مقصود ومفهوم لجهة الإقدام على خطوة إيجابية لاحقة في ما يتعلق بالمعتقلين الثلاثة، كيم هاك سانغ وكيم سانغ دوق (طوني كيم) وكيم دونغ شول". وتعتبر المصادر المتابعة للمباحثات أن "تلك الأسماء ستقرر الكثير خلال الفترة المقبلة بالنسبة إلى قمة ترامب - كيم".
إلى ذلك، تحدّث رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين ووزيرة خارجيته مارغوت فالستروم بشكل مقتضب عما شهدته عاصمتهما خلال نهاية الأسبوع، وأنه جرى التأكيد علناً على "ضرورة إنهاء السلاح النووي الكوري الشمالي والبرنامج الصاروخي" كأولوية، فيما أكدت وزيرة الخارجية السويدية أن "مباحثات السبت تطرّقت إلى ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية، لإيجاد حلّ سلمي للنزاع إلى جانب العلاقات الثنائية".
وفي السياق ذاته، وغير بعيد عن استوكهولم، وصل إلى العاصمة الفنلندية، هلسنكي، المفاوض الكوري الشمالي، شو كانغ ايل، في الوقت ذاته الذي نشط فيه الجانب الأميركي أيضاً في هذه المدينة، وذلك لـ"البحث في اجتماع غير رسمي تشهده المدينة في إبريل/ نيسان المقبل بين الطرفين الأميركي والكوري الشمالي".
وتأكيداً على أن التحضير جارٍ لهذا الاجتماع، ذكر موقع "يلي فينسك" الإخباري الفنلندي اليوم أن "مباحثات غير رسمية سيعقدها الطرفان، تتعلق بتخفيض التسلح وقضية المعتقلين الأميركيين في بيونغ يانغ".
وكانت التخمينات قد تسارعت، عقب الإعلان هذا الشهر عن إمكانية عقد قمة بين ترامب وكيم، وحول مكان انعقادها، وقد رشح اسم استوكهولم بقوة كمكان محتمل. هذا الاحتمال، ربما قد تعززه، أو تُنهيه، كل هذه المباحثات التحضيرية، وما ستنتجها في الفترة التي ستسبق القمة.