حسم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قرار تأجيل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؛ من أجل تحسين فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وفعل ترامب ما اعتاد على فعله الرؤساء الأميركيون السابقون بالتوقيع على تأجيل تنفيذ قرار نقل السفارة ستة أشهر جديدة، في خطوة من المتوقع أن توتّر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
وخلال حملته الانتخابية، تعهّد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس فور وصوله إلى البيت الأبيض، وسعت حكومة بنيامين نتنياهو للضغط على الإدارة الأميركية الجديدة من أجل الإسراع في نقل السفارة.
وتعهّد الرئيس الأميركي، خلال جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، بالعمل مع الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل استئناف مفاوضات السلام، وبذل الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي في الشرق الأوسط.
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، حرص على التأكيد مجددًا أن ترامب ما زال ينوي تنفيذ تعهده بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وقال إن السؤال لا يتعلق بقرار النقل بل في موعد تنفيذه.
وقال سبايسر: "إن توقيع الرئيس اليوم على إرجاء تنفيذ القرار ستة أشهر إضافية لا يجب أن يعتبر تراجعًا عن دعم ترامب القوي لإسرائيل، وعن التحالف بين البلدين". وأضاف: "إن دفع عملية السلام في الشرق الأوسط يلتقي مع التزامات الرئيس بالدفاع عن مصالح الأمن القومي الأميركي".
وقد وقع الرئيس الأميركي على مرسوم إبقاء السفارة الأميركية في تل أبيب لتلافي أزمة قانونية ومالية تتعلق بميزانية وزارة الخارجية ومصاريف السفارة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تنتهي اليوم المهلة القانونية لتجديد الوضع القائم حاليًّا.
وفي المقابل، رحّبت الرئاسة الفلسطينية بالقرار، إذ وصفه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، بأنه خطوة إيجابية هامة ستعزز فرص تحقيق السلام.
وأضاف أبو ردينة في تصريح له، مساء اليوم، هذا القرار يؤكد جدية الإدارة الأميركية في مساعيها نحو السلام، وبناء جسور الثقة، خاصة بعد قمة الرياض الناجحة ولقاءات الرئيس محمود عباس مع الرئيس ترامب.
وتابع: "نحن على استعداد لمواصلة العمل مع الرئيس ترامب وإدارته للوصول إلى السلام العادل والدائم".
وفي أوّل ردّ فعل إسرائيلي، عبّر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان له عن "إحباط" بلاده من القرار، مستدركًا أنه "على الرغم من عدم نقل السفارة في الوقت الحالي، فإن إسرائيل تقدر تعبير الرئيس ترامب اليوم عن الصداقة لإسرائيل والتزامه بنقل السفارة في المستقبل".
وأضاف البيان، وفق ما أوردت "رويترز": "الموقف الثابت لإسرائيل هو أن السفارة الأميركية، شأنها شأن سفارات جميع الدول التي تجمعنا بها علاقات دبلوماسية، يجب أن تكون في القدس عاصمتنا الأبدية".