في فترة زمنية متقاربة عمد المغرب إلى شن هجوم دبلوماسي ضد حكومة فنزويلا، على هامش الاحتجاجات الحاشدة التي تشهدها شوارع كاراكاس، فيما أعلن من جهة أخرى عن إعادة العلاقات بين المملكة وكوبا.
وكان لافتا إصدار وزارة الخارجية المغربية بيانا تعتبر فيه أن "المظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في البلاد".
وندد المغرب بما وصفه "انتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في هذا البلد"، قبل أن يدعو الحكومة الفنزويلية إلى التدبير السلمي لهذه الأزمة واحترام التزاماتها الدولية.
قبل بيان وزارة الخارجية المغربية كان السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد شن هجوما كاسحا أيضا على النظام بفنزويلا، ووصفه بكونه يحكم على شعبه بالفقر بسبب استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية على ثرواته.
وسجل الدبلوماسي المغربي بأن الدعوة التي أطلقها الرئيس نيكولاس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، "في وقت تزخر فيه البلاد بموارد النفط والغاز، تمثل إقرارا بفشل نظامه، ودليلا على إفلاس حكومته".
مراقبون عزوا الهجوم المغربي الرسمي على فنزويلا من خلال جبهتين، الأولى في الأمم المتحدة، والثانية عبر بيان حكومي يناقش أوضاع البلاد الداخلية، إلى مواقف كاراكاس من ملف الصحراء.
وتعتبر فنزويلا من أشد المدافعين عن جبهة البوليساريو التي تطالب بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب، وتدعو الأمم المتحدة إلى القبول بتقرير مصير ما تسميه "الشعب الصحراوي المحتل".
من جهتها، دانت الحكومة الفنزويلية، ضمن بيان أمس، تصريحات وزارة الخارجية المغربية واعتبرتها "تدخلا في شؤون فنزويلا القائمة على دولة القانون، وتدخلا أيضا في نظامها الدستوري".
ومقابل "الهجوم المغربي" على فنزويلا، عمدت الرباط إلى مصالحة دولة أخرى في أميركا الجنوبية، وهي كوبا التي زارها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قبل أيام وقضى بها عطلة خاصة.
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية مساء أمس بأنه تنفيذا لتعليمات الملك أعادت الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية كوبا، وتم بهذا الخصوص توقيع بيان مشترك بين البعثات الدائمة للبلدين لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، يهم إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء.
وبحسب المصدر ذاته، فإن هذا "القرار يندرج في سياق دبلوماسية استباقية ومنفتحة للمغرب على شركاء ومجالات جغرافية جديدة"، فيما تقرر فتح سفارة للمملكة المغربية في العاصمة الكوبية هافانا قريبا.
وكانت كوبا إلى وقت قريب من مناصري طرح جبهة البوليساريو أيضا، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الدبلوماسية المغربية تتوجه نحو اقتحام قلاع البوليساريو في أميركا الجنوبية خصوصا، بعد أن ضمنت الرباط مكانتها في منظمة الاتحاد الأفريقي قبل أسابيع مضت.