وأطلق المسلحون الملثمون "قوة حماية طرابلس"، ظهر الجمعة الماضي، عبر بيان مرئي في أول ظهور لهم، عملية عسكرية باسم "بدر"، وغلبت على لهجة خطابهم الأدبيات السلفية المدخلية، قبل أن تشير قوة الردع والتدخل المشتركة بأبي سليم، التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، إلى أن نتائج العملية أدت إلى انهيار كامل لـ"العصابات المعتدية على طرابلس"، في ما يشبه تبنيا لعملية المجموعة الملثمة.
Facebook Post |
وقال الناطق الرسمي باسم مجموعة "قوة حماية طرابلس"، في تصريح صحافي وحيد لصحيفة محلية دون أن يعلن اسمه، إن "قوة الحماية تتكون من جميع التشكيلات الأمنية والعسكرية الموجودة في العاصمة طرابلس".
وعن هدف القوة، أوضح أنها لـ"دحر الغزاة عن العاصمة طرابلس، القوات التابعة لتحالف الإخوان والمقاتلة"، وحول قائد هذه المجموعة، رفض الناطق المجهول الإجابة، مكتفيًا بالقول إن العملية "يقودها أمراء السرايا والكتائب في طرابلس".
وأشار بعض المراقبين إلى التزامن بين ظهور هذه المجموعة، الجمعة، وبين إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الخميس، عن وجود قوات "عندما ستتدخل في طرابلس ستثلج صدور الجميع"، مؤكدا أن قواته ستكون "خليطا لا يتبع لمنطقة أو جهة كونه مؤسسة منضبطة ومنظمة".
ويشير المراقبون في هذه الصدد، إلى العلاقة الوثيقة بين حفتر وبين المداخلة، والمرجح أنهم من عناصر هذه المجموعة التي تستخدم الشعارات ذاتها التي ترفعها حروب حفتر كـ"الحرب على الخوارج"، والحرب على "الإخوان والمقاتلة"، في إشارة إلى خصوم قوات حفتر من الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة.
لكن الفيديوهات التي بثتها صفحة "قوة حماية طرابلس" أثناء نقلها لتفاصيل عملية "بدر" لا تؤكد ذلك، فمعظم المقاتلين الذين ظهورا عبر فيديوهات العملية هم شبان لا تظهر عليهم الهيئة السلفية، كما أنهم عناصر مسلحة ينتمون لكتائب من مدن الزاوية وطرابلس، ويرفع بعضهم علم الأمازيغ، كما أن من بينهم عناصر لكتائب تدعم قتال مجلس شورى بنغازي ضد حفتر، كفراس الوحشي، وهو قائد مليشيا من الزاوية، ومحمد عويدات، وهو قائد مليشيا معروف بطرابلس.
وتعتبر قوة الردع الخاصة في طرابلس من أبرز المليشيات السلفية المدخلية، يقودها الملازم عبد الرؤوف كاره، المعروف بتشدده في الانتماء للمداخلة ومناصرتهم، وهي الجماعة المعروفة باستخدامها للعناصر المقنعة في بعض عملياتها الأمنية في العاصمة وخارجها، وتحتفظ بروابط متينة بمجموعات مسلحة غرب البلاد، أهمها قوة مكافحة الجريمة في مصراته، المؤلفة من عناصر سلفية مسلحة، وكتائب سلفية أخرى في سرت ظهرت بعد عملية البنيان المرصوص في سرت عام 2016.
وحتى على صفحتها الرسمية التي واكبت تفاصيل عملية "بدر" بنقل أحداثها وتقدماتها في جنوب شرق العاصمة عبر فيديوهات تظهر شبانا مقاتلين، لا تظهر عليهم هيئة السلفية المدخلية، لم توضح مكوناتها، والصورة الوحيدة التي نشرتها للقادة كانوا فيها "ملثمين" جالسين حول طاولة يناقشون عملية عسكرية على ما يبدو.
ومن أبرز الأسئلة التي أثيرت حول المجموعة "الملثمة" هي قوتها، إذ تمكنت خلال نصف يوم من اكتساح معظم منطقة جنوب شرق العاصمة، والسيطرة على معسكر اليرموك، القاعدة الرئيسية للواء السابع، الذي لم تعرف حقيقة وضعه حتى الآن، ونقاط تمركزه الجديدة إثر تقهقره أمام قوة المجموعة "الملثمة".
ورغم الانتصارات العسكرية التي حققتها القوة، وهو ما لم يتحقق للمجموعات المسلحة في طرابلس طيلة أسابيع، إلا أن حكومة الوفاق ووزارتي الداخلية والدفاع لم تصدرا أي بيان رسمي بشأن هذه القوة وإمرتها وشرعيتها، كما هو الحال بالنسبة للمجموعات المسلحة الكبيرة التي تقاتل تحت شرعية الحكومة ضد اللواء السابع.