وأبدى وزير الخارجية الألماني غضبه من تصرفات السعودية مع رئيس الوزراء اللبناني، أثناء لقاء عقده أمس الخميس مع باسيل في برلين لبحث تداعيات استقالة الحريري المفاجئة في الرياض.
وقال الوزير الألماني "إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا إلى أن روح المغامرة التي تتسع هناك منذ أشهر عدة لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها"، في إشارة إلى التطورات الأخيرة في المملكة العربية السعودية، والتي يقودها ولي العهد الحالي محمد بن سلمان.
وتابع غابريال القول إنه "بعد الأزمة الإنسانية والحرب في اليمن وما حدث من صراع مع قطر، صارت هناك منهجية للتعامل مع الأشياء وصلت ذروتها الآن في التعامل مع لبنان".
وشدد الوزير على أنه لا أحد يمكنه "منع رئيس الوزراء اللبناني وأسرته من قبول الدعوة لزيارة فرنسا".
من جهة ثانية، قال باسيل بعد لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن "هناك محاولة لخلق فوضى في المنطقة وما يتعرض له لبنان دليل على ذلك، وأي عقاب يتعرض له بلدنا سيصيب المنطقة كلها".
واعتبر الوزير اللبناني أنه "إذا أخطأ رئيس الحكومة يعاقبه اللبنانيون ويستبدل من قبلهم وليس من الخارج".
ويتزامن موقف باسيل مع ارتفاع حدة الخلاف بين "تيار المستقبل" الذي يرأسه الحريري وبين حليفه المسيحي الأبرز "حزب القوات اللبنانية" الذي يرأسه سمير جعجع، وذلك بعد انتشار معلومات عن تشجيع شخصيات عديدة بينها سمير جعجع ومنسّق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد، للسعودية على المضي في خطوات التصعيد ضد الحريري بسبب "فشله في مواجهة نفوذ حزب الله".
وقد انعكس تبني بعض أركان "المستقبل" لهذه المعلومات من خلال التغريدات الهجومية التي أطلقها مستشار الحريري ووزير الثقافة غطاس خوري وقيل إنها تستهدف سمير جعجع. كما انعكست من خلال خلخلة صفوف "القوات" و"المستقبل" في الانتخابات النقابية التي تجري حاليا في نقابتي أطباء الأسنان والمحامين في بيروت والشمال.
وعلى صعيد متصل، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق، بعد لقائه الرئيس ميشال عون، في قصر بعبدا اليوم، أنه جاء لشكر الرئيس "بشكل شخصي على شجاعته وحكمته في إدارة الأزمة".
وأكد المشنوق "إننا بحالة استقرار واضحة رغم الأزمة الكبيرة التي مررنا بها، وهذا الاستقرار سيزداد مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري".
كما أكد المشنوق أنه "رغم الأزمة السياسية التي نعيشها إلا أن الانتخابات النيابية ستحصل في موعدها، وقال: "هذا واجب ديمقراطي أكّد عليه الرئيس عون".