بينما تتواصل المعارك الدامية بين مقاتلي حركة طالبان والجيش الأفغاني في عدد من مناطق شمال وجنوب أفغانستان، قال حلف شمال الأطلسي (ناتو) إن الجيش الأفغاني تمكن من إفشال مخططات الحركة بالسيطرة على عدة أقاليم حتى نهاية موسم الحرب الجارية.
وأكد المتحدث باسم عملية "الدعم الحازم" التي يقودها الحلف بأفغانستان، الجنرال الأميركي، تشارلز كليفلاند، أن طالبان كانت تعتزم من خلال المعارك الحالية السيطرة على الأقل على إقليم واحد، ليكون هو منطلقاً لعملياتها المستقبلية، ولكن الجيش الأفغاني تصدى لتلك الهجمات الكبيرة والموسعة وأفشل المخطط.
وأضاف الجنرال، في بيان، أن طالبان مازالت تسعى للوصول إلى هذا الهدف، ولكن الجيش الأفغاني يقاتل بكل شراسة، إلا أن الخطر مازال قائماً، والمعارك متواصلة.
وقال كليفلاند، إن الاستخبارات الأفغانية والدولية تعمل بجد، واستطاعت أن تفشل الكثير من هجمات المسلحين، مشيراً إلى أن ثمة مناطق نائية ووعرة يصعب الحصول على المعلومات بشأنها، وتحركات المسلحين فيها.
وحول المعارك الجارية أكد كليفلاند، أنه منذ بداية معارك الربيع كانت طالبان تسعى أن تدخل إلى المدن الرئيسية وأن تنقل الحرب إليها، ولكن القوات المسلحة الأفغانية تبنت استراتيجية هجومية. ولفت إلى أنه منذ بداية شهر أغسطس/ آب الماضي نقل المسلحون الحرب من المناطق النائية إلى بعض المدن، إلا أنها فشلت في السيطرة عليها.
وفي السياق، أكد كليفلاند أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ما زال له وجود في بعض مناطق أفغانستان، وأن مابين 1500 إلى 3000 مسلح للتنظيم مازالوا متواجدين في شرق أفغانستان.
بموازاة ذلك، قال نائب الرئيس الأفغاني، الجنرال عبدالرشيد دوستم، الذي يقود العمليات المسلحة في بعض مناطق الشمال ضد المسلحين إن "داعش" يحاول أن يتمركز في شمال أفغانستان، وأن ينقل آلاف المسلحين إلى الحدود بين أفغانستان وبين دول آسيا الوسطى، ومعظمهم من تلك الدول ومن شيشان والصين، وهم أولئك الذين تدربوا وقاتلوا في العراق وسورية.
ولم يذكر دوستم من ينقل مسحلي "داعش" إلى شمال أفغانستان، ولكنه شدد على أن ذلك هو مشروع المستقبل، وأن "داعش" يحاول أن يجد منطلقاً لعملياته في شمال أفغانستان.
وحول سقوط بعض المناطق في الشمال في يد طالبان أكد دوستم أن الفساد هو السبب الرئيسي، وأن كثيراً ما تسقط تلك المناطق نتيجة الفساد الموجود داخل الحكومة.