وجاء كلام عريقات، في تصريحاتٍ له خلال عشاء نظمته دائرة شؤون المفاوضات بمناسبة عيد الميلاد في مدينة بيت لحم، لافتاً إلى أنّ "الخيارات تدرسها القيادة ولم تحددها بعد، ولسنا في وارد أن نقوم بالتهديد، لكن الوضع بات حرجاً، وبحاجة لاتخاذ خطوات جديّة وجريئة، لأننا أنهكنا من الانتظار وتقديم الخيارات، والفرص، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عمل جهده لتدمير حل الدولتين".
عريقات أوضح أنّ "وضع السلطة غير مستقر، وهي سلطة بلا سلطة، ورئيسها يحتاج إلى تصريح من الإدارة المدنية الإسرائيلية ليسافر من مكان إلى آخر، وحتى مفاتيح هذه السلطة الذي يقول بعضهم إننا نملكها، بتنا لا نملكها، لأن نتنياهو أخذها".
وأضاف، أمين السر، "لا أعتقد أن الوضع القائم يمكنه الاستمرار كما هو عليه الآن"، موضحاً "لدينا حكومة إسرائيلية تؤمن ببقاء الوضع القائم كما هو عليه، وترفض حل الدولتين، وتؤمن بالدولة الواحدة، ونظام الفصل العنصري".
وعن المساعي الدولية لثني إسرائيل عن ممارساتها، قال "الولايات المتحدّة وروسيا أخبرتا إسرائيل بوقف الاستيطان ومصادرة الأراضي، لكن لم يستجب أحد".
وحول اللجنة الرباعية، لفت عريقات إلى "أنها لم تأت بأي مبادرة لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي"، مبيناً أن "الرباعية أخبرت حكومة الاحتلال بضرورة تنفيذ الاتفاقيات معنا، لكن إسرائيل ردت بأن تنفيذها ليس واقعياً".
وكان عريقات قد التقى، الخميس، بممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية، في رام الله، وقال "هناك سؤال وضعناه أمام الرباعية الدولية، هو: في ظل رفض إسرائيل لطلبكم بوقف الاستيطان، ماذا بعد؟".
وبالنسبة لقرار القيادة الفلسطينية بالتوجه مرة ثانية إلى مجلس الأمن لاستصدار قرارات عدّة، قال: "هناك قرار واضح نتج عن قمة شرم الشيخ، بدعم الاستراتيجية الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن، والمحكمة الجنائية الدولية، والحماية الدولية، وبالتالي نعم هناك موقف عربي موحد، وتم ذكره بشكل واضح في بيان شرم الشيخ يتمثل بدعم القيادة الفلسطينية في تنفيذ قرارات المجلس المركزي".
وفي هذا الصدّد نفى عريقات وجود أي خلافات عربية حول هذا الأمر، غير أنه لم يجب على سؤال "عن دور التحالف الإسلامي بالدفاع عن الأقصى وحماية الفلسطينيين من الإرهاب". واكتفى بالرد: "التحالف العربي والإسلامي، جزء من المصلحة الدولية، نحن نتعرض للمذابح ونحن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية".
من جهةٍ ثانية، أكّد عريقات: "أنّ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تتطلب إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية، لأنه لا فرق بين ما يفعله داعش في سورية والعراق، وما يقوم به المستوطنون من قتل وحرق للأطفال في الضفة الغربية".
وحذّر عريقات، نتنياهو قائلاً: "حتى الآن فإن 99 في المائة من ضحايا داعش هم من المسلمين، وليس من الفرنسيين أو الأميركيين، لكن مع مواصلة الجرائم الإسرائيلية وإدارة الظهر لكل فرص الحل، من الممكن أن تختلط الأوراق بطريقة عجيبة، وفي حال بدأ التنظيم باستهداف الإسرائيليين، فإن غالبية كبيرة من العرب الذين يحاربونه سيبدؤون بتأييده".
اقرأ أيضاً: عريقات: قدّمنا ملفات تفضح نتنياهو إلى كيري