أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في غزة، يحيى السنوار، استعداد حركته لإجراء مفاوضات عبر وسيط بشكل فوري للوصول إلى تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، شريطة أنّ يتم الإفراج عن الأسرى الـ54 الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار".
وأوضح السنوار، في لقاء مع عدد من الصحافيين بينهم مراسل "العربي الجديد" بغزة، اليوم الاثنين، أن حركته تمتلك من الأوراق في ملف الأسرى الإسرائيليين ما يجعلها على أرضية قوية، في إشارة إلى عدد الأسرى الذين تحتجزهم الذراع العسكرية لحماس، كتائب القسام.
وأضاف أنّ الصفقة التي أبرمت مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مسحت كل القضايا السابقة على الأسرى المفرج عنهم، لذلك لا بد من إطلاق سراح من اعتقلوا وعددهم 54 أسيراً للبدء في مفاوضات جديدة، مؤكداً أنّ وسطاء جاؤوا لحماس لبحث القضية وتم الرد عليهم بهذا الشرط.
واتهم السنوار حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة بنيامين نتنياهو بالكذب، وقال إنها حكومة أجبن من أن تتخذ القرار المناسب للمضي قدماً في مفاوضات تبادل الأسرى، مشدداً في الوقت ذاته "الالتزام الأدبي والأخلاقي والوطني لكل الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال للإفراج عنهم".
وأكد قائد "حماس" بغزة أنّ حركته لا تريد الحرب مع إسرائيل، وتعمل على إبعادها عن القطاع، لأنّ سكان غزة بحاجة إلى أنّ يهنأوا بالعيش الكريم، غير أنه أكد أن ذلك لا يعني عدم الاستعداد لها "فنحن يومياً نتجهز ونراكم القوة من أجل المعركة، معركة التحرير".
داخلياً، تحدث السنوار عن استعداد حركته لحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في قطاع غزة لملء الفراغ الحكومي نتيجة رفض حكومة التوافق الوطني العمل في القطاع. وقال إنّ حركته جاهزة لحل اللجنة إذا انتهت مبررات وجودها، مؤكداً أنّ ما لديهم من معلومات تؤكد أنّ "اللجنة مجرد شماعة، وأنّه لو حلت لن يحدث شيء ولن تتراجع السلطة عن إجراءاتها ضد غزة".
وبيّن أن المعاناة التي يعيشها سكان غزة يجب أنّ تنتهي، وأنّ الأهالي يجب أن يعيشوا حياة كريمة دون التخلي عن ثوابتهم الوطنية ومشروعهم ومراكمة قوتهم، مؤكداً أنه من غير المقبول مقايضة معيشة الناس بتخليهم عن ثوابتهم وحقوقهم الوطنية.
وأكد السنوار، الذي أمضى 25 عاماً في السجون الإسرائيلية، أنّ الأولوية بالنسبة لحركته الحفاظ على الحاضنة الشعبية للمقاومة، وستبذل "حماس" كل جهد ممكن من أجل حل مشاكل الناس، ومساعدتهم للنهوض مجدداً رغم كل المؤامرات التي يتعرض لها القطاع.
ودعا السنوار إلى الذهاب لحكومة وحدة وطنية تشكل من قبل الكل الوطني، وتحمل كافة مسؤولياتها وتأخذ كافة الصلاحيات في غزة والضفة الغربية، مطالباً بالعمل على إصلاح منظمة التحرير وضم الكل الوطني لها، وخاصة أنّ حماس لا تريد إطاراً بديلاً عن المنظمة، لكن تريد إصلاحها. وشدد على أنّ الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن يقتضي إعادة بناء المنظمة، في إطار وطني لتمثل الكل الفلسطيني.
وعن العلاقة مع القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان، قال السنوار إنّهم مستعدون للالتقاء بكل أحد من أجل حل مشاكل غزة، إلا الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنهم يعرفون أن دحلان سيكسب من هذا الأمر، وأنه ليس لديهم أي مشكلة في استفادته من حل الأزمات.
لكن السنوار شدد على أنّ حركته لم تقايض احتياجات الفلسطينيين بثوابت الشعب ومشروع المقاومة، وأنّ السعي الآن يجري على أنّ يعيش الناس حياة كريمة مع تمسكهم بخياراتهم وثوابتهم.
وأعلن السنوار أنّ حركته لديها قرار بأنّ الالتقاء مع الشخصيات (الجدلية) يكون بقرار مركزي من الحركة، وذلك في رد على سؤال لـ"العربي الجديد"، حول ما نشره عن قرار بمنع التقاء أعضاء المكتب السياسي لحماس بدحلان.
وعن معبر رفح البري مع مصر، المغلق لفترات طويلة، أكد قائد "حماس" الذي عقد جلسات مباحثات مطولة مع المصريين، أنّ السلطات في مصر وعدت بفتح المعبر ما أمكنها ذلك، عقب الانتهاء من الإصلاحات في جانبهم من المعبر. ولفت إلى أنه لا توجد وعود بفتح معبر رفح بشكل كامل في وقت قريب.
وفي سياق آخر، أكد السنوار أنّ العلاقات مع إيران كانت ولا زالت جيدة، ولكنها اليوم أفضل من ذي قبل، وأنّ إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال لكتائب القسام. وأشار إلى أنّ زيارة وفد حماس لطهران ووجود قياديين من الحركة في بيروت سيعيدان العلاقة إلى طبيعتها، وهو ما سينعكس إيجابا على المقاومة.
وتحدث عن علاقات مميزة مع قطر، مؤكداً أنّ المشاريع القطرية لإعمار غزة أنعشت القطاع، وساعدت على عدم سقوط القطاع، مشيداً في الوقت ذاته بالعلاقات مع تركيا التي ساهمت أيضاً في عدم السماح بسقوط القطاع.