ويتوقع أن تشهد الانتخابات مشاركة كثيفة بفعل التحشيد والاستقطاب خلال الحملات الانتخابية، التي خاضها 41 حزباً، بينها أحزاب صغيرة تسعى لتحقيق خرق أمام الأحزاب التقليدية الكبرى في البلاد، لا سيما وأن الأخيرة دعت المواطنين، خلال اللقاءات الانتخابية، إلى التصويت لأوروبا الموحدة ولجم تقدم الحزب اليميني الشعبوي "البديل من أجل ألمانيا"، المناهض للاتحاد الأوروبي والذي يصدر خطابات الكراهية بحق الأجانب، بعد أن فرض حضوره، خلال العامين الماضيين، في كافة البرلمانات الإقليمية والبوندستاغ، كما أنه ممثل بنائب واحد في ستراسبورغ.
وتعتبر الانتخابات الأوروبية في ألمانيا اختباراً مهماً للسياسة الاتحادية والائتلاف الحاكم في برلين، حيث زادت الضغوط خلال الأسابيع الأخيرة على الأحزاب الرئيسية.
ويتوقع أن يتكبّد الائتلاف الكبير، الذي يضم الاتحاد المسيحي ممثلاً بالحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل، والاجتماعي المسيحي الذي يتركز حضوره في ولاية بافاريا الواقعة جنوب البلاد، مع الحزب الاشتراكي، خسائر كبيرة في هذه الانتخابات.
وتدور شائعات عن بديل محتمل داخل الاشتراكي، الذي يتوقع أن يتكبد أسوأ نتيجة له على المستوى الأوروبي، لزعيمته أندريا ناليس.
وفي السياق، يشير مراقبون إلى أن رحيل ناليس عن زعامة الاشتراكي مرتبط كذلك بالهزيمة المتوقعة، والتي ستكون صادمة، في ولاية بريمن، التي تخوض اليوم الأحد أيضاً انتخابات بلدية قد تنهي حكم الحزب الذي استمر لـ73 عاماً، بعدما منحت كافة استطلاعات الرأي الأخيرة التفوق للمسيحي الديمقراطي.
بدوره، يعيش المسيحي الديمقراطي حالةً من الترقب وعدم الارتياح، بالنظر إلى الحضور البارز لـ"البديل" على مستوى ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، والقفزة النوعية التي حققها حزب الخضر، آخرها في الانتخابات البرلمانية الإقليمية لولاية هيسن، فضلاً عن تعزيزه خططه وتقربه من الناخبين بشعارات تلقى صدى إيجابياً لدى المواطنين، ويتركز أغلبها على ملفات البيئة والتعليم والعدالة الاجتماعية، ما يعزز التوقعات بانسحاب آلاف الأصوات من حزب ميركل ليحل ثانياً متقدماً على الاشتراكي الديمقراطي.
ويأمل المسيحي الديمقرطي بالانتصار على منتقديه بتحقيقه نسبة 30% من الأصوات، لأن أقل من ذلك سيكون مؤشراً لاهتزاز الثقة به، علماً أنه حصل في الانتخابات الأوروبية عام 2014 على ما نسبته 35.3%.
ومنحت آخر استطلاعات الرأي المسيحي الديمقراطي 28%، والاشتراكي بحدود 18%، بعدما حل ثانياً عام 2014 بحصوله على 27.3%. أما الليبرالي الحر فتمنحه الاستطلاعات الأخيرة نسبة 11% من الأصوات، واليسار بين 6 و8%، بحسب ما ذكرت صحيفة "بيلد" اليوم الأحد.
في المقابل، من المرجح أن يتقدم "البديل من أجل ألمانيا" اليمين الشعبوي بشكل لافت بحصده 13% من الأصوات.
وسيكون تقدم "البديل" أوروبياً على حساب الأحزاب التي ترتبط بتكتلات في ستراسبورغ، وهي التي استنفرت كل طاقاتها خلال الأيام الأخيرة قبل الانتخابات لمناشدة الناخبين بعدم إفساح المجال للأحزاب اليمينية الشعبوية لتحقيق طموحاتها وإدخال دول الاتحاد في "بازارات وصفقات تجارية تبشر ببداية عهود من الفساد" في القارة.
في السياق، سلطت الأحزاب المعارضة للتوجهات اليمينية المتطرفة الأضواء على فضيحة النمسا، والتي كان بطلها نائب المستشار النمساوي هاينز كريستيان شتراخه، وذلك بعدما نشرت "زود دويتشه تسايتونغ" و"دير شبيغل" مقطع فيديو يظهر فيه داخل فيلا في جزيرة إيبيزا الإسبانية برفقة مسؤول آخر من حزبه مع سيدة أعمال روسية ثرية يفاوض على دعم مالي لحزبه قبل الانتخابات العامة في بلاده عام 2017، مقابل منح الجهة التي تمثلها الأخيرة صفقات وعقوداً واستثمارات تجارية في النمسا، ما اعتبر مادة للاستغلال السياسي الإيجابي لدعم مواقف الأحزاب التقليدية في مقارباتها لتطلعات اليميني الشعبوي.
وستستمر عملية التصويت حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، موعد إغلاق صناديق الاقتراع، لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات، على أن تظهر النتائج الأولية بحلول منتصف الليل، بعد إغلاق آخر صناديق الاقتراع في إيطاليا عند الحادية عشرة ليلاً.