وقال ترجمان في مقابلة مع "يديعوت أحرونوت" إن "الناس عموما لا يعلمون عن نشاطنا ولكن قسم العمليات يعمل على مدار 24 ساعة يوميا سبعة أيام في الأسبوع، فنحن عمليا القسم المسؤول عن المعركة بين الحروب. نحن نتحدث عن مئات العمليات التي نفذنا في العام الأخير، وقد تكون هذه العمليات مثلا تفجيرا في مكان ما، أو أمورا أخرى".
وتابع أن "قسم المعركة بين الحروب مسؤول عمليا عن منع الحرب القادمة، ونحن نعمل لمنع العدو من امتلاك قدرات عسكرية لا نريد أن تتوفر عنده في المواجهة القادمة. هذه القدرات، لو لم نعمل على منع وصولها للعدو لكنا اضطررنا للدخول في مواجهة عسكرية، كما في حالة الصواريخ الدقيقة (في إشارة لقصف شحنات الصواريخ المعدة لحزب الله)".
وأضاف في هذا الصدد: "لو انتظرنا وصولها لهم كان سيتحتم علينا مع تسلمهم هذه الأسلحة الخروج للمعركة، فالمعركة بين الحروب هي نشاط متواصل لجملة عمليات تمنع اندلاع المعركة وتؤجلها، فلو كانت توفرت لهم الصواريخ المتطورة والدقيقة لكنا في خضم حرب لبنان ثالثة".
وكشف العقيد ترجمان أن هذه "المعركة بين الحروب" متواصلة وهي حاصلة ومتيسرة بفعل انخراط أجهزة وأذرع مختلفة فيها بدءا من شعبة الاستخبارات العسكرية ومرورا بجهاز الموساد و"كلها تنشط وفق منطق الأمور ليس وفق تقسيم جغرافي، فهناك محور حماس حيث نحاول ضرب كل حلقات هذه السلسلة لهذا المحور، وبالتالي فالمسألة ليست جغرافية بل وقف الموضوع ذي الصلة".
كما أضاف: "عملنا مرتبط بشراكات، وبمصالح مشتركة لعناصر وجهات كثيرة، كل منها يريد الهدوء عنده وهو ما ينطبق علينا أيضا. الروس مثلا ليسوا شركاء لنا ولا ننسق العمليات معهم، ولكن هناك آلية لمنع الاحتكاك، كلانا نريد الهدوء، ولكن بفعل مصالح مختلفة، هم يريدون ترسيخ وجودهم في سورية ونحن غير مستعدين للقبول بالتواجد الإيراني فيها".
وفي سياق التهديدات الأمنية من وجهة نظر الاحتلال، قال العقيد ترجمان إن "لبنان يشكل مصدر التهديد المركزي، لكن التهديد أو الخطر الأكثر واقعية يأتي بالذات من قطاع غزة، وهذا ما يوجه نشاطنا واستعداداتنا فنحن لا نستشرف انفجارا الأوضاع في الجبهة الشمالية، لكن عندما يحدث ذلك سيكون هذا التهديد الأخطر الذي يمكن أن تواجهه إسرائيل من حيث حجم القوة العسكرية".
أما فيما يخص قطاع غزة، فإن ترجمان بحسب الصحيفة يحمل موقفا مغايرا لمواقف غالبية كبار جنرالات الجيش، فهو قلق من تبعات اللحظة التي تدرك فيها "حماس" دلالات الساتر والجدار الإسمنتي الذي تقوم إسرائيل ببنائه لمواجهة الأنفاق الهجومية.
وتنقل عنه أن "حماس مفاجأة من حجم الجدار والعائق الذي يتم بناؤه وهم يرون كيف يتم إغلاق قطاع غزة كليا، فهذا العائق سيخفف من خطر تهديد حماس لنا بشكل كبير، وهو سيردع حماس وسيبعد المواجهة القادمة هذا إذا وقعت". ولا يخفي ترجمان مخاوفه من إقدام حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" على التحرك لتشويش عملية بناء هذا الجدار بشكل قد يؤدي إلى اندلاع دورة جديدة من المواجهة.
أما فيما يتعلق بـ"حزب الله"، فيقر ترجمان، كسابقين له من جيش الاحتلال، أن "حزب الله" مر بتغييرات كبيرة، بما وأنه بات "عدوا ديناميكيا مختلفا كليا عما كان عليه قبل ثلاث أو أربع سنوات وقد تحول إلى ما يشبه الجيش، وهذه هي نقطة ضعفه اليوم، فأحد مصاعب وإشكاليات الحرب الثانية على لبنان كانت مواجهة منظمة مستقلة وموزعة من حيث عناصرها وخلاياها أما اليوم فنحن نرى كيف يتحول حزب الله إلى كتلة لها إطار واضح، وهذا ما نشاهده ليس فقط في مناوراته وتدريباته. ونحن نراقب ما يحدث في سورية، حيث يراكم حزب الله التجارب والخبرات ونتعلم من ذلك أمورا غير قليلة ونلائم أنفسنا تبعا لذلك".