انسحب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الأربعاء، من آخر النقاط التي يسيطر عليها في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، بعد منحه طريقاً للانسحاب من المليشيات الكردية، إثر مفاوضات تخللتها معارك، دامت قرابة عشرة أيام.
وقال الناشط حسام عيسى لـ"العربي الجديد" إن عناصر "داعش" انسحبوا من الطبقة عبر منحهم طريقاً من قبل الميلشيات الكردية من الضفة الشمالية لنهر الفرات باتجاه مدينة الرقة والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم في ريف الرقة الغربي.
وأوضح الناشط أن المليشيات الكردية تقوم بتمشيط الأحياء الأول والثاني والثالث في مدينة الطبقة، كخطوة أولى، تمهيداً للتوجه نحو سد الفرات، والذي تقوم عناصر "داعش" حالياً بالانسحاب منه.
في المقابل، ذكرت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد" أن تنظيم "داعش" قام بإخلاء سد الفرات تنفيذاً لاتفاق الانسحاب، وانسحب إلى خطوط الاشتباك في منطقة سويدية على الضفة الشمالية من نهر الفرات.
وتوقّعت المصادر أن يقوم التنظيم لاحقاً بشن هجمات ضد المليشيات الكردية في المنطقة.
وجاء انسحاب التنظيم إثر مفاوضات تخللتها اشتباكات وعمليات انتحارية من قبل التنظيم الذي يتحصّن في منشأة سد الفرات والأطراف الشمالية من المدينة، وكان الطرفان قد توصّلا إلى اتفاق ينص على خروج "داعش" من المدينة، لكن الاشتباكات عادت لاحقاً، وسط استمرار الغارات من طيران التحالف الدولي.
وبدأت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، والتي يشكل غالبيتها مقاتلو مليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية" في منتصف مارس/ آذار الماضي، حملة عسكرية بهدف السيطرة على مدينة الطبقة، وذلك ضمن المرحلة الرابعة من معركة "غضب الفرات" التي تهدف إلى عزل الرقة بدعم من قوات التحالف الدولي.
وبدأت المليشيات الكردية معركة السيطرة على مدينة الطبقة إثر عملية إنزال جوية قامت بها قوات التحالف في ريف الطبقة الغربي، تلتها سيطرة المليشيات على مطار الطبقة، والقرى المحيطة، من الجهتين الجنوبية والشرقية.