تحتضن مدينة الحمامات بتونس، غدا الثلاثاء وبعد غد، الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر القومي العربي، بمشاركة حوالي مائة وستين شخصية سياسية ونقابية عربية، وبدعم من الهيئة الوطنية للمحامين بتونس. وقد اختار المؤتمر أن تكون القضية الفلسطينية محورا لهذه الدورة.
وذكر الأمين العام للمؤتمر، زياد حافظ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن أهم القضايا التي سيتدارسها المؤتمر هذه الدورة اللغة العربية والمخاطر التي تهددها، وسبل الدفاع عنها، والتطورات على محاور المشروع النهضوي العربي ما بين الدورتين في مجالات الوحدة العربية والديمقراطية والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني.
وأكد حافظ "وجود صعوبات لانعقاد المؤتمر القومي العربي، بسبب الظروف الأمنية والحروب في بعض الدول، أو بسبب السياسيات المختلفة لدول أخرى ترفض استضافة المؤتمر"، مؤكدا أن "اختيار تونس لم يكن صدفة، بل رجوعا للأصل، باعتبار أن المؤتمر التأسيسي كان في ربوع تونس، ثم ما تعيشه تونس من ديمقراطية ووضع أمني جيد، مقارنة ببلدان أخرى".
كما أعاد المتحدث ذاته التأكيد على موقف المؤتمر الرافض بالكامل للتدخل الأجنبي في البلدان العربية، التي تعيش صراعات من أجل قضايا عادلة، على غرار سورية وليبيا والعراق واليمن، مستنكرا الأجندات السياسية لبعض البلدان التي لعبت دورا سلبيا في المنطقة.
وأفاد بأن "المؤتمر عبارة عن تجمع من المثقفين والسياسيين والنقابيين وغيرهم من مختلف الأقطار العربية، المقتنعين بأهداف الأمة، والراغبين في متابعة العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف"، مشددا، في السياق ذاته، على أن المؤتمر "يعمل على صعيد شعبي مستقل عن أنظمة الحكم، ويهدف إلى الإسهام في شحذ الوعي العربي بأهداف الأمة، المتمثلة في مشروعها الحضاري، والديمقراطية، والتنمية المستقلة، والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني والقومي، والتجدد الحضاري، وتحقيق التفاعل بين الوحدويين العرب، في إطار من التنوع والتكامل، وتعبئة الطاقات الشعبية من أجل تحقيق هذه الأهداف".
من جهته، أكد محمد محفوظ، عميد المحامين التونسيين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن قضية اللغة العربية وقضية الوحدة العربية والقضية الفلسطينية هي من المحاور الأساسية التي يمكن أن تتناولها لجنة القضايا العادلة ضمن الهيئة الوطنية للمحامين بتونس، منوها إلى أن "العديد من الشخصيات الميدانية والسياسية والفكرية، من خلال هذا المؤتمر، ستتجند لإعداد وثائق تكون هامة في تحليل الوضع العربي، من خلال تقدير وتشخيص حال الأمة، ثم في استشراف المستقبل في عدة قضايا عالقة"، مضيفا: "ربما هي محاولة لتهيئة الأرضيّة الفكرية للسياسيين كي يستلهموا منها القرارات والمواقف".
وقالت عضوة المؤتمر العربي، رحاب المكحل، إن "أبرز مهمات مثل هذا المؤتمر هو السعي من أجل دعوة كل القوى العربية، القومية والوحدوية، إلى إقامة جبهة شعبية قومية موحّدة تكون الخطوة العملية قبل الانطلاق في ولادة "الحركة العربية الواحدة"، التي ستكون تتويجاً لكل هذه النشاطات والتحركات والاتصالات، وتكون أداة فعلية للنهوض الوحدوي، ووسيلة جدية لتجسيد وحدة النضال العربي ولتعزيز نضال الوحدة العربية".