أثارت واقعة ضرب النائب كمال أحمد للنائب توفيق عكاشة بالحذاء، بمجلس النواب، اليوم الأحد، استياءً سياسيا واسعا في الأوساط المصرية، فيما قرر رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، طرد النائبين من الجلسة العامة للبرلمان.
وفاجأ كمال أحمد الجميع بضرب عكاشة بالحذاء فور دخوله القاعة الرئيسة للمجلس، ردا على مقابلة الأخير للسفير الإسرائيلي.
وكان عكاشة وصل البرلمان بصحبة عدد من موظفي قناته الفضائية، حيث قاموا بحمله على الأعناق، مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا عكاشة".
وقال النائب كمال أحمد، قبل دخوله الجلسة العامة للبرلمان، إنه جاء برسالة من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للنائب الخائن العميل، في إشارة إلى توفيق عكاشة، بعد لقائه السفير الإسرائيلي بمنزله.
وقال كمال أحمد عند قيامه بضرب عكاشة، هذه رسالة الزعيم عبد الناصر.
وقرر مجلس النواب غلق باب المناقشة في ما يخص لقاء نائب التطبيع عكاشة بالسفير الإسرائيلي وإحالته إلى لجنة خاصة للتحقيق معه، وذلك خلال الجلسة العامة المنعقدة. وبدأ مجلس النواب استكمال مناقشة باقي مواد مشروع اللائحة الداخلية للمجلس بدءا من المادة 24 الخاصة بتشكيل اللجنة العامة للمجلس.
وكانت الجلسة العامة شهدت حالة غضب عارمة وسط النواب الذين تقدموا بدورهم بمذكرات عدة لرئيس المجلس، مع تغيّب النائب توفيق عكاشة عن بداية الجلسة العامة، والتي استعرض في بدايتها رئيس مجلس النواب البيانات العاجلة التي وصلت إليه من أعضاء مجلس النواب، للمطالبة بالتحقيق مع عكاشة على خلفية لقائه مع السفير الإسرائيلي بالقاهرة. كما تمت مناقشة تقرير اللجنة الخاصة التي قامت بالتحقيق مع عكاشة، في ضوء المذكرتين اللتين تقدم بهما عدد من أعضاء مجلس النواب للمطالبة بالتحقيق معه لتجاوزه بحق رئيس مجلس النواب، والمذكرة التي تقدم بها عدد من الصحافيين لتجاوزه بحقهم، وحيث قضى بقبول اعتذار عكاشة وحرمانه من حضور 3 جلسات بعد تعهده بعدم إهانة المجلس وأجهزته وأعضائه ومؤسسات الدولة ورموزها.
يذكر أن أروقة البرلمان المصري شهدت حوادث رفع الحذاء واعتداءات من نواب مصريين على زملائهم وعلى مسؤولين حكوميين، في أوقات سابقة.
وكانت أبرزها واقعة نائب حزب الوفد طلعت رسلان ووزير الداخلية الراحل زكي بدر على خلفية طلب الإحاطة الذي تقدم به النائب ضد الوزير زكي بدر في عدد من جرائم التعذيب التي تعرض لها عدد من المعتقلين السياسيين الذين تم إلقاء القبض عليهم بتهمة الانضمام لجماعة محظورة. وفي أثناء المناقشة حول التعذيب داخل السجون عام 1990، سبَّ زكي بدر عددًا من أعضاء البرلمان المعارضين، وتلا بعض المكالمات التي قامت الداخلية بتسجيلها، ومنها مكالمة لفؤاد سراج الدين، رئيس حزب الوفد آنذاك، ثم ضربه النائب طلعت رسلان على وجهه، حين حاول منعه من إكمال حديثه.
وفي عام 2006، تكررت أزمة الحذاء حيث استخدمها النائب الراحل طلعت السادات، عندما قام برفع الحذاء في وجه أمين السياسات بالحزب الوطني المُنحَل أحمد عز قائلًا: "ممارسات أحمد عز جعلتني أخلع حذائي عليه في مجلس النواب؛ وذلك بسبب تلاعبه بالبورصة المصرية بالاستعانة بأحمد نظيف رئيس الوزراء، حيث استولى بها على مبلغ تجاوز 2 مليار جنيه مصري".
وفي العام 2009، رفع النائب أشرف بدر الدين الحذاء في وجه النائب نشأت القصاص، المنتمي للحزب الوطني المنحل، خلال مناقشة الجهود المصرية لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة، حينما قال نشأت: "إن المعارضة تعمل لصالح أعداء مصر"، في إشارة منه إلى حركة حماس الفلسطينية، وفي اليوم التالي رفع النائب الإخواني حذاءه على المنصة حيث وقف على المنصة رافعا حذاءه، وقال: "كان الجلاء يتم بالدماء.. والآن يتم الجلاء بالحذاء".