شهدت، اليوم الخميس، بلدتا قدسيا والهامة بريف دمشق، عملية تهجير أكثر من ألفي شخص من مقاتلي المعارضة السورية مع عائلاتهم، من قبل النظام، باتجاه محافظة إدلب شمالي البلاد.
وقال الناشط الإعلامي أبو القاسم مستو، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقاتلين استقلّوا مع عائلاتهم حافلات عند حاجز ضوء القمر قرب قدسيا، حيث تستكمل السلطات السورية الإجراءات"، مشيراً إلى أنّ الهلال الأحمر السوري هو الجهة المدنية الوحيدة التي سمح لها النظام بالتواجد في المكان، بعد أن رفض أيّ حضور للأمم المتحدة.
وأوضح مستو، والذي تحدّث لـ"العربي الجديد" من داخل إحدى الحافلات التي تقلّ المرحّلين باعتباره واحداً منهم، أنّ الحافلات تضم 560 مقاتلاً من قدسيا و165 من الهامة، إضافة إلى عائلاتهم، ما يرفع العدد الإجمالي للمرحّلين إلى أكثر من ألفي شخص.
وعن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين ممثلي الفصائل ولجان المصالحة مع ممثلي النظام السوري، قال مستو "إنّ مستقبل المدنيين المتبقين في البلدتين لا يزال مجهولاً، حيث لم يعلن حتى الآن عن تفاصيل الاتفاق، والذي قد يكون مشابهاً لاتفاقي درايا والمعضمية"، من دون أن يستبعد دخول قوات النظام إلى البلدتين لفرض سيطرتها عليهما بالكامل.
وأضاف "المعلوم أنّ الاتفاق يقضي بأن يكون رحيل الأهالي والمقاتلين مقابل إيقاف القصف والعمليات العسكرية، إضافة إلى وعود من النظام بإدخال مواد طبية وغذائية إلى البلدتين"، مذكّراً بأنّ "تجارب الماضي علّمتنا أنّ النظام لا عهد له ولا ميثاق".
وأكد مستو أنّ عملية الترحيل ستتم كلها اليوم الخميس دفعة واحدة لا على دفعات، موضحاً أنّ "المقاتلين سيخرجون بالسلاح الخفيف إلى إدلب".
وكشف أنّ ممثلي الفصائل رفضوا في البداية أن يكون الاتفاق ثنائياً بدون حضور من الأمم المتحدة، لكنهم "اضطروا إلى قبول ذلك مع تصعيد القصف بالبراميل"، كما قال.
وكانت قوات النظام قد صعّدت عملياتها ضد البلدتين مع نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بهدف دفع المقاتلين فيها إلى الخروج أو "تسوية أوضاعهم".
وتعمل لجان المصالحة حالياً على إعداد قوائم بأسماء رافضي الاتفاق وعائلاتهم بهدف "تسوية أوضاعهم"، أي التحاق المتخلّفين منهم عن الخدمة العسكرية بالجيش، أو بلجان أمنية محلية تعمل تحت إشراف قوات النظام في المنطقتين.