ورداً على ذلك، أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق، محمد قنونو، في بيان مقتضب له، أن "الموقف الميداني تحت السيطرة تماماً، وأن قواتنا مستعدة لوقف أي تقدم والتعامل مع أي تحرك".
بدوره، قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، ليل الخميس، إن خطاب حفتر "دليل على شعوره بانهيار صفوف قواته"، مؤكداً على جهوزية قوات الجيش الليبي بقيادة الحكومة لصد أي هجوم جديد.
واعتبر باشاغا إعلان حفتر بأنه "محاولة يائسة لإلقاء المزيد من الجنود للتهلكة دون أن يكترث لعدد القتلى ولا لحجم الدمار"، مشدداً بالقول "نحن جاهزون عسكرياً في كل المحاور".
وتابع بالقول إن "الحرب الدائرة في العاصمة طرابلس منتهية وستُحسم لصالح حكومة الوفاق".
كما نقلت وكالة "الأناضول" عن المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق، مصطفى المجعي، أن "خطاب حفتر عبارة عن صدى صوت لا قيمة له، ويعتبر عملية انتحارية أخيرة لقواته".
وأضاف أن "خطاب حفتر جاء عقب انتصارات حققتها قوات الوفاق، الخميس، في محور اليرموك".
وأشار المجعي إلى أن قواته "رصدت منذ أيام الدعم الذي وصل لقوات حفتر، والذي لم ينقطع، خاصة من الدول الداعمة له".
وفي وقت سابق، الخميس، وبعد 8 أشهر من فشل قواته في اقتحام العاصمة، زعم حفتر بدء "المعركة الحاسمة" للتقدم نحو قلب طرابلس.
وسبق أن أعلن حفتر مرارًا عن بدء المعركة، وفي إبريل/نيسان الماضي، زعمت قواته أنها ستسيطر على العاصمة في 48 ساعة، غير أن هجومه ما زال متعثراً.
ومنذ 4 إبريل/ نيسان الماضي، تشن قوات حفتر هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، ما أجهض جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.
وفي وقت سابق، أكد مصدر أمني من طرابلس، لـ"العربي الجديد"، ورود معلومات عن خطط تعتزم قيادة قوات حفتر العمل عليها ضمن هجوم مسلح جديد يعتمد على تحريك خلايا نائمة داخل العاصمة تظهر وجود انتفاضة داخلية بطرابلس.
كما كشف برلماني مقرب من قيادة حفتر، مفضلًا عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد"، عزم الأخير على تنفيذ خطط من شأنها تأليب خلايا نائمة بالمدن التي تسيطر عليها الحكومة، مشيراً إلى أن حفتر يريد إيهام الرأي العام بأن عمليته العسكرية وصلت إلى مراحلها الأخيرة.
وقال البرلماني إن "حفتر في وضع عسكري وسياسي حرج ولا يمكنه التراجع"، مؤكداً أنه "ينفذ عملية انتحارية، فإما أن ينتصر ويسيطر على طرابلس، أو أن ينتهي سياسياً وعسكرياً".
بدورها، نقلت قناة "ليبيا الأحرار" عن مصادرها، قبل أيام، أن مسؤولين مقربين من حفتر أبلغوا البعثة الأممية في ليبيا بأن "حفتر سيدخل إلى طرابلس قبل الاجتماع التحضيري لمؤتمر برلين في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري"، وأنه يرفض الحل السياسي ويتمسك بالحل العسكري "حتى ولو تم تدمير طرابلس بالكامل".