عقد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد جلسة مشاورات مع وفد جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب المؤتمر المتحالف معها، في الكويت، بالتزامن مع أنباء عن جلسة مرتقبة من المقرر أن يعقدها مجلس الأمن، الثلاثاء المقبل، لمناقشة الخطة الأممية المقترحة لحل الأزمة في البلاد.
وأفادت مصادر يمنية مرافقة للمشاركين لـ"العربي الجديد"، أن الجلسة عُقدت عصر اليوم الأحد وناقشت المقترحات السياسية والأمنية المختلفة، بعد أن كان المبعوث الدولي عقد السبت جلسة خاصة مع وفد الحكومة.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في تصريح مقتضب على صفحته الشخصية، أن الجلسة "تم خلالها التباحث في تصور المرحلة المقبلة".
وجاءت هذه الجلسة، بالتزامن مع أنباء عن أن المبعوث الدولي يستعد لتقديم مشروع اتفاق مقترح من الأمم المتحدة بالتنسيق مع مجموعة الدول الـ18 المشرفة على التسوية في البلاد، وفي مقدمتها الخمس الدائمة في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
ووصف نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، وعضو الوفد المفاوض، عبدالله العليمي، مشاورات السلام المنعقدة في الكويت بأنها "صعبة ومعقدة"، معتبراً إن تقريب المسافات المتباعدة فيها بين طرفي المفاوضات يحتاج إلى "معجزة".
وأوضح العليمي في تغريدات على صفحته الشخصية على "تويتر"، الليلة أنه "بعد كل هذه الفترة التي قضيناها في المشاورات، ثمة حقائق لا بد أن يعرفها الجميع، وبالأخص شعبنا المناضل والصبور الذي يتوق للخلاص والسلام"، وأضاف أن "المسافات ما زالت متباعدة تماما، ونحن بحاجة إلى ما يشبه المعجزة لتقريبها والتوصل إلى حلول عادلة وفق المرجعيات المقرة".
وأشار المسؤول اليمني إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية، وكذلك الأمم المتحدة ومجموعة الدول الـ18، جميعها تبذل جهوداً كبيراً لإنجاح المشاورات. وختم "نحن في الوفد الحكومي لن نيأس وسنظل نعمل برغبة صادقة وجادة وبحسب توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي لإنجاح المشاورات، وعلى أمل ان تحدث المعجزة".
وأفادت مصادر دبلوماسية يمنية وأخرى قريبة من الوفد الحكومي لـ"العربي الجديد"، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح يوم الثلاثاء المقبل، جلسة خاصة لمناقشة الخطة الأممية المقدمة من مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، ويسعى للحصول على دعم دولي، بالتزامن مع طرحها بشكل رسمي على طرفي المشاورات، وعلى الرغم من ذلك، أشار مصدر حكومي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن الموعد قد يتعرض للتأجيل.
وفي سياق متصل، شهدت محافظة الجوف اليمنية، شمالي البلاد، اليوم عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالية للشرعية من جهة، وبين مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم من جهة أخرى، فيما أعلن الأخيرون الإفراج عن 276 ممن وصفوهم بـ"المغرر بهم" في إشارة إلى تأييدهم للشرعية.
وأوضحت مصادر في المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف لـ"العربي الجديد"، أن عملية التبادل شملت 30 أسيراً، 15 من المقاومة ومثلهم من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وذلك كنتيجة لجهود وساطة محلية رعت العملية.
وجاء هذا التطور، بعد يومين من نجاح أكبر صفقة لتبادل الأسرى في محافظة تعز، حيث شملت نحو 200 أسير من الطرفين، وذلك إثر جهود قادتها وساطة قبلية.
إلى ذلك، أعلن الحوثيون اليوم الإفراج عن 276 معتقلا في مدينة رداع بمحافظتي البيضاء وذمار وسط البلاد، قالوا إنهم من "المغرر بهم"، إشارة إلى كونهم من المحتجزين سياسياً أو من أنصار الحكومة الشرعية.
وفيما أفادت مصادر الحوثيين بأن عملية الإفراج لا علاقة لها بالمشاورات الجارية في الكويت، شككت مصادر قريبة من المقاومة، بحقيقة انتماءات المفرج عنهم، ورجحت أن يكونوا من المحتجزين تعسفياً، وممن لا علاقة لهم بالحرب.