وصف "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، التابع لـ"منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، ما ورد في وثيقة التوصيات الإسرائيلية التي تقضي بتأجير أملاك الغائبين بـ"السابقة الاستيطانية الخطيرة التي تستهدف ابتلاع مزيد من أراضي الفلسطينيين".
وحذّر المكتب، في تقرير أسبوعي، من "خطورة التوصيات التي قدمتها لجنة تنظيم البؤر الاستيطانية وما تسمّى بـ(لجنة التّسوية) إلى المستشار القضائيّ للحكومة الإسرائيليّة، أفيحاي مندلبلات، بهدف شرعنة البؤرة الاستيطانيّة "عموناه"، المقامة على أراضٍ فلسطينيّة خاصّة، شمالي رام الله".
وتشتمل التوصيات التي قدّمتها اللجنة على مقترح تفصيليّ لإخلاء البؤرة الاستيطانيّة من مكانها الحاليّ، وإعادة بنائها بجوار الموقع على أراضٍ فلسطينيّة أيضاً، والتي تعتبر "أملاك غائبين"، هجروا أرضهم فترة النّكسة 1968، وفق ما يدّعيه الاحتلال وقضاؤه.
وستكون فترة الإيجار ثلاث سنوات فقط، قابلة للتمديد، وفق "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان" الذي لفت إلى "ترحيب مسؤولين كبار في قيادة المستوطنين، بتوصيات لجنة تنظيم البؤر الاستيطانية، بعد الإعلان عن تفاصيل هذه الوثيقة".
وكان رئيس الكنيست الإسرائيلي، يولي ادلشتين، قد زار البؤرة الاستيطانية (عموناه) التي تقع قرب بلدة سلواد شرقي رام الله، وصرّح أن "بؤرة عموناه" والتي تعيش فيها 40 عائلة استيطانية وفق تقديره، ستحظى بالتنظيم والتشريع على الرغم من قرار المحكمة العليا.
وفي تحد واضح للرأي العام الدولي، ورداً على مجموعة من الاستنكارات التي صدرت عن كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية الأميركية، بالنسبة لأعمال الاستيطان الجاري في مستوطنة (جيلو) المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب القدس، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال تخطط لضم مستوطنة (جيلو) لمدينة القدس باعتبارها حياً من أحيائها، وجزءا لا يتجزأ من مدينة القدس، وأنها ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق سلام مستقبلي.
في سياق آخر، حذر المكتب الوطني، من خطورة تصريحات المتطرف يهودا غليك عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود"، الناشط في اقتحامات المسجد الأقصى، والذي يدعو إلى طرد حراس المسجد و"دائرة الأوقاف الإسلامية" وإبعادهم عن المسجد الأقصى.
واعتبر المكتب الوطني هذه التصريحات العنصرية وما تنتهجه سلطات الاحتلال ضد الحراس والمصلين من سياسات الإبعاد والاعتقال والتنكيل والسماح للمستوطنين باقتحامات متواصلة لباحات المسجد الأقصى، تشجيعا رسميا لهذه الاقتحامات، وانتهاكا لحرمة الأديان والمقدسات ودور العبادة.
إلى ذلك، تطرق المكتب إلى ما أكدته "سلطة الآثار" الإسرائيلية أنها أجرت حفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى على طول 80 متراً، من الزاوية الجنوبية الغربية لجدار المسجد الغربي وحتى أسفل باب المغاربة.
وأشارت إلى فترة الحفريات من سنة 2012 وحتى سنة 2015، إذ تمت خلالها عمليات حفر في أساسات الجدار الغربي للأقصى، وشبكة الجدار الملاصقة والداعمة للجدار نفسه.
كما بيّنت أن هذه الحفريات تمت بمبادرة وتمويل من جمعية "إلعاد" الاستيطانية وبواسطة طواقم حفريات تابعة "لسلطة الآثار"، بهدف تأهيل المكان لزوار الموقع والبؤرة الاستيطانية "مدينة داوود" الواقعة في مدخل وادي حلوة، على بعد نحو 50 متراً عن جنوب المسجد الأقصى، وليشكل الموقع الجديد إضافة جديدة لشبكة الأنفاق أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.