يثير إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن عزم موسكو تزويد النظام السوري بمنظومات دفاع جوية حديثة قلقاً في إسرائيل، لجهة تداعيات هذه المنظومات على "حرية الحركة" التي يتمتع بها طيران الاحتلال الإسرائيلي في الأجواء السورية بفعل التنسيق الأمني المشترك بين إسرائيل وروسيا.
وقالت صحيفة هآرتس، إن إعلاناً بشأن تزويد النظام السوري بمنظومات دفاعية جوية جاء وفق ما أوردته وكالة الأنباء الروسية RIA.
في المقابل، اعتبر المحلل العسكري في موقع والا، أمير بوحبوط أن الحديث الروسي عن تزويد روسيا بهذه المنظومات موجّه أساسا للولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية في سياق سياسة يتبعها الرئيس فلاديمير بوتين لترسيم مستقبل سورية، وسط تعاون مع تركيا، وهو ما يفسر الاتفاق بين الطرفين أخيرا على تزويد تركيا بمنظومات دفاعية من طراز إس 400، من جهة، ولتعزيز العلاقات بين روسيا والنظام السوري من جهة ثانية.
ورغم ما أوردته وكالة الأنباء الروسية المذكورة، فقد لفت بوحبوط إلى أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بخصوص تزويد النظام السوري بمنظومات إس 300، وهو ما أكده في وقت سابق اليوم، سفير روسيا لدى تل أبيب، أليكس شيين، في مقابلة له مع موقع يديعوت أحرونوت صباح اليوم.
ولفت أمير بوحبوط في تحليله المنشور على موقع والاه اليوم إلى "أن منظومة الصواريخ إس 300 الجاري الحديث عنها، قادرة، على الأقل وفق ما تقوله وزارة الدفاع الروسية، على أن تشكل تهديدا للتفوق الجوي الإسرائيلي في المنطقة. وهو تهديد من شأنه أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة وأن يقيد حرية الحركة التي يتمتع بها الطيران الحربي الإسرائيلي، ولذلك لا تفضل إسرائيل أن تتوفر هذه المنظومات بأيدي نظام معاد كنظام الأسد المحسوب على محور إيران المتطرف".
ويضيف بوحبوط أن هذه المنظومات وفق الروس قادرة على اعتراض الصواريخ الموجهة، والمقاتلات الجوية والطائرات المسيرة من مسافة مئات الكيلومترات.
زيادة على ذلك، بحسب السفير الإسرائيلي، إن شبكات إنذار هذه المنظومات وراداراتها قادرة على العمل في المجال العلني ومتابعة وتزويد الجيش السوري بقدرات دفاعية ناهيك بأن بمقدورها أن تحذر الإيرانيين من أي عمليات أو نشاط في المنطقة، مثل نية إسرائيل ضرب منشآت نووية.
أما في ما يتعلق بحالة مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحزب الله، فمن شأن هذه المنظومات أن تشكل خطرا على مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، وفي حال حدوث سيناريو كهذا فإن نظام الأسد سيعرض نفسه لهجوم إسرائيلي، وأن يهدد فعليا بقاء النظام.
في المقابل، يقول بوحبوط إنه ينبغي عدم المبالغة في أهمية هذه المنظومة مقارنة بقوة الطيران الحربي الإسرائيلي، الذي يملك قدرات تمكنه (بحسب تقارير أجنبية) من مهاجمة إيران، ويفترض فيه مواجهة منظومات إس 300 التي باعها الروس لإيران.
ومع أن بوحبوط يشير إلى أن بمقدور الروس تزويد النظام السوري بهذه المنظومات خلال وقت قصير نسبيا، خلافا للوقت المطلوب لتزويد تركيا مثلا بمنظومات إس 400 الأكثر تطورا، مع ذلك فإن هناك حاجة إلى وقت للتدريب على تشغيل هذه المنظومات وصولا إلى مستوى أداء مهني مرضي.
لكن رهان إسرائيل الأساسي، هو بحسب بوحبوط، يكمن في تزود إسرائيل بالمقاتلات الأكثر تطورا في العالم وهي المقاتلات الأميركية من طراز إف 35 القادرة على التهرب من شبكات الإنذار المتطورة.
بل إن قدرات المقاتلات من شأنها أن تمكن جيش الاحتلال من دراسة نشاطات شبكات الإنذار الروسية والمساعدة في تطوير رد عليها، وهو أمر سيكون على الطرف الروسي أخذه بالحسبان عند تسليمهم منظومات كهذه، وأي تحرك متسرع من شأنه أن يؤدي إلى ضرب هذه المنظومات في حال نصبها على الأرض السورية.
وقد سبق لوزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أن حذر أمس الأول، أنه في حال تم تفعيل هذه البطاريات من طراز إس 300 من الأراضي السورية ضد قوات الطيران الحربي الإسرائيلي فستقوم إسرائيل بضربها وإبادتها.