وكان ريابكوف يشير إلى بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، الذي قال أمس الأربعاء إن "لروسيا مصلحة في وقف العنف في سورية، لأن المتطرفين بإمكانهم استغلال الفراغ لشن هجمات ضد المصالح الروسية، وربما أيضا المدن الروسية".
وأيضاً إلى تهديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بتعليق أي تعاون حول سورية، وذلك إذا لم تضع موسكو حدا للقصف في مدينة حلب، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، أمس.
وخلال مكالمة هاتفية بين الوزيرين، أبلغ كيري لافروف أن "الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سورية، وخصوصا إقامة مركز مشترك للتنسيق العسكري بحسب ما ينص عليه الاتفاق الروسي الأميركي الموقع في جنيف في التاسع من سبتمبر/أيلول، قبل أن ينهار بعد عشرة أيام". وهذا التعاون بين موسكو وواشنطن، والذي سعى إليه جون كيري حتى النهاية طوال أشهر، سيتوقف إلا إذا "اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب وإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية".
ونقلت الوكالات عن ريابكوف وصفه للبيان بأنه "فورة انفعالية"، بحسب "رويترز".
وقال ريابكوف إن "الاقتراح الأميركي بهدنة لمدة سبعة أيام في سورية غير مقبول بالنسبة لروسيا، وإن موسكو تقترح (هدنة إنسانية) لمدة 48 ساعة في حلب".
ووصف نائب وزير الخارجية الروسي تصريحات واشنطن عن تعليق التعاون مع روسيا بشأن سورية بأنها "عبارة عن سياسة تهديد وابتزاز".
وقال الدبلوماسي الروسي، في تصريح لوكالة "نوفوستي" اليوم: "إنها سياسة تهديد وابتزاز تستهدف فرض حلول تروق لواشنطن ووكلائها علينا"، متابعا أنه "من المستحيل التوصل إلى تسوية واستعادة الاستقرار على مثل هذا الأساس"، معيداً إلى الأذهان، "أن لروسيا مواقف ومبادئ خاصة بها".
وأضاف أن "واشنطن، التي تضع الاتفاقات الخاصة بسورية في خانة الشك، تضر بعلاقاتها الثنائية مع موسكو. إنه خيارهم السياسي الذي يعكس تعزيز مواقف حزب الحرب في واشنطن وأولئك الذين ما زالوا مستعدين لمواصلة إلحاق الضرر بالعلاقات الثنائية مع موسكو".
من جهته، قال الكرملين، اليوم أيضا، إن القوات الجوية الروسية ستمضي قدما في عملياتها في سورية، رافضا البيان الذي أصدرته الولايات المتحدة، إلى درجة وصفه بأنه "غير مفيد وطائش".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر هاتفي للصحافيين اليوم، أن القوات الجوية الروسية ستواصل دعم قوات النظام السوري، وأن ما وصفها بـ"الحرب على الإرهاب" ستستمر.
ودعا بيسكوف واشنطن إلى تنفيذ وعدها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة و"الإرهابيين".
وعلى الرغم من تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، قال بيسكوف إن موسكو لا تزال مهتمة بالتعاون مع واشنطن لمحاولة حل الأزمة السورية.
في المقابل، تبحث الإدارة الأميركية اتخاذ "ردود أقوى" إزاء هجوم قوات النظام السورية المدعومة من روسيا على حلب، بما في ذلك الردود العسكرية، وفق ما أفاد مسؤولون أميركيون لـ"رويترز".
وتجري المناقشات الجديدة على مستوى موظفي البيت الأبيض، لكن لم تتمخض عنها أية توصيات لأوباما.
وأوضح المسؤولون الأميركيون لـ"رويترز"، أمس الأربعاء، أنّ "إخفاق المساعي الدبلوماسية في سورية، لم يدع أمام إدارة أوباما خياراً سوى البحث عن بدائل، معظمها يتضمن استخدام القوة بشكل أو بآخر وجرى بحثها من قبل، لكن تقرّر تعليقها".
ومن هذه البدائل، السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطوراً، وتوجيه ضربة جوية أميركية لإحدى قواعد الأسد الجوية، لكن هذا أقل ترجيحاً لما يمكن أن يحدثه من خسائر بشرية بين الروس.