الجزائر: تجدد تظاهرات الطلبة رفضاً للانتخابات بـ"بنظام فاسد"... والشرطة تطوق مبنى البرلمان
خرج الآلاف من الطلبة الجزائريين اليوم الأحد، في تظاهرات صاخبة في العاصمة والمدن الجامعية في الجزائر، لدعم مطالب الحراك الشعبي ورفض استمرار رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في الحكم، ورفض تنظيم الانتخابات الرئاسية تحت وصاية حكومة نور الدين بدوي.
وطوقت الشرطة الجزائرية محيط مبنى البرلمان لمنع اقتحام الطلبة له، كما نشرت تعزيزات أمنية في محيطه، خلال التظاهرات التي نظمها الآلاف من الطلبة وسط العاصمة الجزائرية بمناسبة عيد الطالب، حيث كان الطلبة قد نجحوا في محاصرة البرلمان في مسيرات الثلاثاء الماضي.
وسارعت الشرطة بعد مرور المسيرة الأولى للطلبة، إلى إغلاق كامل شارع ديدوش مراد الذي يضم مبنى البرلمان.
وسار الطلبة الذين انطلقوا من ساحة الجامعة المركزية، في مسيرات حاشدة في شارع باستور المحاذي للجامعة وساحة أودان وأطراف ساحة البريد المركزي، قبل أن يتوجهوا إلى محكمة سيدي امحمد وسط العاصمة، التي تتولى التحقيق مع كبار رجال الأعمال والمسؤولين بتهم فساد.
وأغلقت قوات الأمن ومكافحة الشغب الطرق المؤدية إلى ساحة البريد المركزي، ومنعت التظاهر في الساحة، بسبب إعلان سلطات ولاية الجزائر حدوث تشققات في سلالم البريد، ومخاوف من انهيارها وحفاظاً على سلامة المتظاهرين.
وإضافة إلى إغلاق ساحة البريد، أغلقت قوات الأمن مجدداً النفق الجامعي في وجه حركة السير والمارّة، لمنع الطلبة من تنظيم مسيرة تربط بين ساحة أودان وساحة البريد المركزي، باعتبار أن النفق الجامعي (يقع أسفل الجامعة المركزية في وسط العاصمة الجزائرية)، وهو المنفذ الوحيد الذي يمكن لمسيرات بين الساحتين المرور عبره.
ورفع الطلبة شعارات "لا لانتخابات بنظام فاسد"، و"لا انتخابات يا حكومة العصابات"، و"باسم الله تتنحاو قاع (ترحلون جميعاً) بإذن الله"، و"طلبة واعون للحراك جاهزون"، و"هدفنا واحد الاستقلال والحرية"، كما رفعت شعارات تدين القمع والدعوة إلى تحرير الصحافة الجزائرية.
وقال الطالب في كلية الترجمة بن يوسف حميدي، إن "الطلبة يصرّون على الاستمرار في مسيرات الحراك الشعبي، حتى تحقيق كافة المطالب الشعبية"، مشيراً إلى أن "الخروج في مسيرات 19 مايو للاحتفاء أيضاً بذكرى عيد الطالب، واستذكار نضالات الطلبة الجزائريين في المعركة المقدسة الأولى، ثورة التحرير، ورفضهم البقاء تحت نير الاستعمار".
وينظم الطلبة كل يوم الثلاثاء مسيرات طلابية لدعم الحراك الشعبي، تربط بين مسيرات الجمعة والجمعة، ويمثل دعم الطلبة للحراك عاملاً مهماً بالنسبة للناشطين الذين يعتقدون أن الطلبة يمثلون أبرز دعامات توهج واستمرار الحراك الشعبي.
وفي مدن سطيف ووهران وقسنطينة وعنابة خرجت مسيرات طلابية حاشدة، مطالبة برحيل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، ورفض تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر في الرابع من يوليو المقبل.
وإضافة إلى الطلبة والحراك الشعبي، ترفض غالبية القوى السياسية تنظيم الانتخابات في موعدها، وتطالب بإرجائها الى حين توفير الظروف السليمة والشروط القانونية لإجرائها.