تشهد العلاقات الكويتية التركية تطورا ملحوظا منذ بداية العام الحالي، إذ غادر رئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، اليوم الأربعاء، إلى أنقرة، في زيارة رسمية تستمر عدة أيام، وسط تضارب الأنباء حول توقيع الجانبين اتفاقيات أمنية قريبة من تلك الموقعة بين أنقرة والدوحة.
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الكويتي بعد ما يقارب ستة أشهر من الزيارة التي قام بها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لأنقرة في مارس/ آذار الماضي، وذلك بينما تتخذ الكويت موقفا محايدا من الأزمة الخليجية، وسط مخاوف كويتية من إمكانية استهدافها في حال خضعت الدوحة لضغوط دول الحصار.
وتبادل أمير الكويت والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأوسمة خلال الزيارة، حيث قلد أمير الكويت أردوغان بـ"قلادة مبارك الكبير"، تقديرا لدوره في توطيد العلاقات المميزة بين البلدين، وتقديرا له وللشعب التركي، في حين قلّد الرئيس أردوغان الشيخ صباح "وسام الدولة"، وهو أرفع وسام يتم تقديمه لرؤساء الدول، تقديرا للجهود التي تُبذل في تعزيز العلاقات الثنائية والروابط بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أنه يرافق رئيس الوزراء الكويتي وفد رفيع المستوى يضم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية، أنس الصالح، ووزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة، خالد ناصر الروضان، ورئيس وفد غرفة تجارة وصناعة الكويت، عبدالله الحميضي، ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وديوان ورئيس مجلس الوزراء والحرس الوطني وهيئة تشجيع الاستثمار والهيئة العامة للاستثمار، وسفير الكويت لدى تركيا، غسان يوسف الزواوي.
وأوضحت الوكالة أن رئيس الوزراء الكويتي سيلتقي، خلال الزيارة، مع نظيره التركي بن علي يلدريم، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، في ضوء ما تمخضت عنه أخيراً الزيارات المتبادلة بين الطرفين، إضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة.
وتأتي الزيارة في إطار سعي البلدين إلى تطوير وتعزيز علاقاتهما التجارية والاقتصادية والاستثمارية، معولين على المنتدى الاقتصادي التركي - الكويتي الذي سيُعقد على هامش الزيارة الرسمية بمشاركة كبار المسؤولين في البلدين.
وكان مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون أوروبا، وليد الخبيزي، أعلن، أمس، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي الرسمية إلى تركيا، اليوم، ستشهد التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية.
وأوضح الخبيزي، في تصريحات صحافية، أن الاتفاقيات تشمل مجالات الطيران المدني والازدواج الضريبي والتعاون في المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاتصالات.
وأضاف أنها تشمل أيضاً توقيع بروتوكول للتعاون بين الحرس الكويتي والدرك التركي.
وتابع أن الزيارة الرسمية للمسؤول الكويتي تأتي تلبية لدعوة رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، وفي سياق الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولفت إلى أنّ العام الجاري شهد تبادل زيارات رفيعة المستوى بين الجانبين الكويتي والتركي؛ بدأت بزيارة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إلى تركيا، في مارس/آذار الماضي، تلتها زيارتان للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للكويت في مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين.
ووفق الخبيزي، فإنّ "رئيس مجلس الوزراء (الكويتي) سيُجري في تركيا جولة مباحثات ثنائية مع نظيره التركي، تتناول بالأساس بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، وفتح مزيد من آفاق التعاون في مختلف المجالات".
وتابع أنه "سيتم بحث سبل المساهمة في توثيق التعاون الاقتصادي والاستثماري القائم بين البلدين، وسبل تشجيع الدخول في شراكات اقتصادية ناجحة، عبر استغلال الفرص الواعدة المتاحة في كلا البلدين".
كما أعلن أنه "سيتم تنظيم منتدى لرجال الأعمال في البلدين، في مدينة إسطنبول، يشارك فيه وزير التجارة والصناعة الكويتي ووزير الدولة لشؤون الشباب بالوكالة، خالد الروضان".
في غضون ذلك، نفت صحيفة الأنباء الكويتية، نقلا عن مصادر وزراية رفيعة المستوى، قيام الكويت بتوقيع اتفاقيات أمنية مع أنقرة.
وتشهد العلاقات التركية الكويتية تطورا ملحوظا، إذ تنشط 280 شركة ممولة برأس مال كويتي في تركيا، فيما تعمل 7 شركات تركية في مشاريع بالكويت.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، العام الماضي، 1.287 مليار دولار، 431 مليون دولار منها تمثل صادرات تركية للكويت، و856 مليون دولار صادرات كويتية لتركيا.