لقي فوز فرانسوا فيون في الدورة الأولى من انتخابات اليمين التمهيدية لاختيار مرشح للرئاسة الفرنسية، ترحيباً من قبل روسيا، إذ قال الكرملين إنّه يتمتع بـ"علاقات طيبة" معه، في حين وصفته بعض وسائل الإعلام بأنّه "صديق لموسكو".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، في تصريحات للصحافيين، وأوردتها وكالة "رويترز"، إنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمتع بعلاقات طيبة مع مرشح تيار يمين الوسط فرانسوا فيون".
وأكد بيسكوف أنّ موسكو "تتابع عن كثب" الانتخابات التمهيدية في فرنسا.
وشهدت العلاقات بين روسيا وفرنسا توتراً في العلاقات، على خلفية انتقاد باريس تدخل موسكو لدعم النظام في سورية، وحملتها العسكرية، لا سيما في حلب.
وفي السياق، وصفت بعض الصحف الروسية، اليوم الثلاثاء، فيون بأنّه "صديق لموسكو" يمكنه إصلاح العلاقات بين البلدين.
ورأت صحيفة الأعمال "فيدوموستي"، أن رئيس الوزراء الأسبق، "مرشح قريب من روسيا" للانتخابات الرئاسية المنتظرة في إبريل/ نيسان 2017، ولديه برنامج للسياسة الخارجية "أكثر توازناً" من خصمه آلان جوبيه الذي وصفته بأنّه "مدافع عن الحلف الأطلسي بشروط".
من جهتها، تحدّثت شبكة التلفزيون "روسيا 24" عن "زلزال سياسي جديد" بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأشارت في الوقت نفسه، إلى أنّ فيون "المتساهل حيال روسيا"، تحدّث مع بوتين عندما كان رئيساً للحكومة "مرتين أو ثلاث مرات سنوياً، ويعرفه جيداً ويتحدّث إليه كشخص قريب".
أما الصحيفة الإلكترونية "غازيتا رو"، فقد رأت في فيون "نسحة فرنسية من دونالد ترامب"، معتبرة أنّ فوزه في الانتخابات الرئاسية في فرنسا "يناسب موسكو تماماً".
غير أنّ الصحيفة أشارت إلى أنّ نيكولا ساركوزي كان يعتبر "المرشح العملي للكرملين"، بعدما صرّح علناً أنّه "سيعيد العلاقات الجيدة مع موسكو"، إذا انتُخب رئيساً.
وذكرت الصحيفة أنّ "روسيا لا تضع للانتخابات المقبلة كل رهاناتها في سلة واحدة، وتجري بذكاء اتصالات مع المنافسة الرئيسية للجمهوريين مارين لوبن"، والتي تعتبر أيضاً قريبة من موسكو.
كما أشادت مجلة "اكسبرت" بأداء "الصديق فرنسوا"، مشيرة إلى "تيار مفيد جداً لروسيا يتشكّل حالياً"، ويتمثّل بظهور جيل من القادة "أكثر تساهلاً" حيال موسكو، وقدرة على "إحداث خرق في الموقف المشترك للغرب" حيال روسيا.
وكشفت الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية في اليمين والوسط الفرنسي، والتي ظهرت نتائجها الأولية ليل الأحد، أمس الإثنين، عن مفاجأة مدوية، تمثّلت في الإقصاء المبكر للرئيس السابق زعيم المعارضة اليمينية، ساركوزي، والذي حلّ ثالثاً خلف رئيس وزرائه السابق، فرانسوا فيون، الذي خالف كل التوقعات واستطلاعات الرأي وحلّ أولاً بنسبة تجاوزت 44 في المائة.
وحلّ رئيس الوزراء الأسبق، رئيس بلدية بوردو، آلان جوبيه، في المرتبة الثانية، خلف فيون، بنسبة 28 في المائة، وتأهل بدوره للدورة الثانية من هذه الانتخابات التي تنظم الأحد المقبل.