عنصرية ترامب ترمي مسلمي أميركا بحضن كلينتون

على منصة مؤتمر الحزب الديمقراطي في يومه الأخير، وقف "خزار خان" الرجل الأميركي من الأصول الباكستانية، ليتحدث عن ابنه الذي مات أثناء خدمته العسكرية في العراق، وعلى وجهه ووجه زوجته قسمات التأثر على الفراق؛ مشهد أظهر أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قررت أن ترد على مزايدات منافسها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بشكل مزدوج، إذ إن الرجل أميركي من أصول باكستانية وابنه مسلم ضحى حتى الموت، قال لترامب: "أنت لم تضحِّ بشيء". وفتح أيضاً الباب على تساؤل حول دور الأميركيين المسلمين في دعم كلينتون ومدى اعتمادها عليهم في الحشد لها في معركتها الانتخابية.

على مستوى مشاهد المؤتمر، تعطي نادية حسن، مديرة "معهد صغار القادة بأميركا"، بحجابها الكامل نموذجاً عن أخذ عدد من المسلمين أمر الانتخابات بجدية.

وتقول حسن لـ "العربي الجديد" إنها "تحضر مؤتمر الحزب الديمقراطي لأول مرة"، مضيفة أنها لم تكن تدعم كلينتون في البداية "ولكنني بالتأكيد أدعمها الآن".

" سنقوم بما في وسعنا لمحاسبة كلينتون عن طريق مشاركتنا وانخراطنا في العملية الديمقراطية "

وتشير حسن إلى عدم اتفاقها مع كلينتون في عدد من الأمور، لكنها تقول "أؤمن بأنها شخص سيلتزم بقيمه، وإن لم تفعل فسنقوم بما في وسعنا لمحاسبتها عن طريق مشاركتنا وانخراطنا في العملية الديمقراطية". وتشدد حسن على ضرورة أن يكون المسلمون في الولايات المتحدة "حاضرين" في المجتمع، مضيفة أنها "كأميركية مسلمة أشعر بأنه من واجبي والتزامي أن أساهم في بلادي لضمان أن تكون الأجيال القادمة في حال أفضل من الوضع الحالي". وتعرب حسن عن تخوفها من برنامج ترامب، واصفة إياه بأنه "ليس مرشحاً جيداً، أو مؤهلاً ليكون الرئيس القادم للولايات المتحدة".

وتنتقد حسن اعتماد الحزب الجمهوري على خطاب التعصب و"المتاجرة بالخوف"، معتبرة أن ذلك سيؤثر على فئة الشباب "وكيفية تعريفهم عن أنفسهم كأميركيين، داخل بيئة منقسمة وعدائية للغاية".

وفي السياق، يقول سمير مؤمن وهو أميركي خمسيني، التقاه "العربي الجديد" على هامش المؤتمر في صحبة ابنته، إنّ "اختياري لكلينتون جاء بعد دراسة المرشحين وتوصلي لقناعة أن ترامب ليس مهتماً بالمواطن الأميركي في المستقبل"، معتبراً أن كلينتون "تظهر اهتماماً بجميع الأميركيين ولديها برنامج أفضل".

" تخوفات المسلمين في محلها من حيث مساهمة خطاب ترامب في نشر الكراهية وزيادة العنصرية "

ويعرب مؤمن عن تفاؤله بمستقبل البلاد، لافتاً إلى أنّ "المجتمع الأميركي غني بالأعراق المختلفة"، قائلاً: "يمكنك أن تكون عنصرياً، لكن حين يتعلق الأمر بالعدل فأنت تفوز دائماً".

بدوره، يرى الخبير في الشؤون الأميركية بواشنطن محمد المنشاوي في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "كلينتون تتبنى خطاباً تصالحياً واندماجياً نحو المسلمين، وهو ما ساهم مع خطاب ترامب المضاد للمسلمين في زيادة حركة تسجيل أصوات الناخبين المسلمين في الانتخابات بشكل لافت وغير مسبوق"، مشيراً إلى أنّ واحدة من كبار مساعدي كلينتون، مسلمة، وهي السيدة هوما عابدين.

ويقول المنشاوي إنّ "ترامب لن يتمكن من تنفيذ كثير مما يهدد به نظراً لوجود قوانين مقيدة لذلك، ولحالة توازن السلطات في السياسة الداخلية الأميركية"، لكنه يرى أنّ "تخوفات المسلمين في محلها من حيث مساهمة خطاب ترامب في نشر الكراهية وزيادة العنصرية"، لافتاً في هذا الإطار إلى "تنامي حالات الاعتداءات على المسلمين في بعض المناطق الأميركية".