رحب وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الأحد، بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لمساعدة مناطق سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، في سورية.
واعتبر جاووش أوغلو، خلال زيارةٍ قام بها إلى مدينة ديار بكر، أن قرار ترامب حول تجميد الأموال "صائب، رغم أنه جاء متأخراً"، لافتاً إلى أن "هذه الأموال يجب صرفها لتحسين ظروف الكثير من الناس الذين جرى تهجيرهم بسبب الحرب".
وشدد على أن صرف تلك الأموال على سكان المدن التي جرى تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي "سيساهم في تحسين ظروف السكان، وإعادة الاستقرار للمدن السورية"، متحدثاً عن وجود "أكثر من 500 ألف كردي سوري جرى تهجيرهم عن موطنهم. معظمهم تمّ تهجيرهم من جانب التنظيم الإرهابي"، في إشارة إلى مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن "انتهاكات التنظيم الإرهابي لم تقتصر على الأكراد وحسب، بل امتدت إلى مختلف عرقيات الشعب السوري، من عرب وتركمان وإيزيديين وآشوريين وغيرهم".
وكانت صحيفة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت يوم الجمعة الماضي، أن الرئيس الأميركي أمر بتجميد أكثر من 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار سورية، وذلك غداة إعلانه أن بلاده ستنسحب "قريباً جداً" من هذا البلد.
وقالت الصحيفة إن "ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد هذه الأموال، بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت بدفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سورية".
وكان ترامب قد أعلن في خطاب ألقاه أمام عمال صناعيين في أوهايو أن "القوات الأميركية ستنسحب من سورية قريباً جداً"، معبراً عن "أسفه لما اعتبره تبديد واشنطن سبعة تريليونات دولار في حروب الشرق الأوسط".
وفي سياق متصل أيضاً بالتطورات السورية، ردّ وزير الخارجية التركي على كلام نقلته وسائل إعلام عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يؤكد فيها أن بلاده سترسل قوات إلى سورية، وذلك عقب لقائه وفداً من "قوات سورية الديمقراطية" في باريس.
وفي هذا الشأن، قال جاووش أوغلو : "نتعامل مع إدارة سياسية فرنسية تعيش حالة من التخبط"، مضيفاً أن باريس نفت تصريحات ماكرون، وعقبت على الموضوع بنشر تصحيحات مرتين أو ثلاث مرات، ما يعكس حالة التخبط".
وفي ما يخص مدينة تل رفعت في ريف محافظة حلب شمالي سورية، والتي تسيطر عليها المليشيات الكردية، أكد جاووش أوغلو أن "قوات غصن الزيتون لم تدخل المدينة بعد".
رئيس الأركان التركي
إلى ذلك، أكد رئيس الأركان التركية اليوم خلوصي أكار الأحد، أن جميع أنشطة عملية "غصن الزيتون" التي تقودها تركيا شمالي سورية "تجري بشكل يجعلها قدوة لبقية دول العالم من حيث القيم العسكرية والإنسانية"، مشدداً على أن "غصن الزيتون تستهدف فقط الإرهابيين والمواقع العسكرية والأسلحة والآليات التابعة لهم، ولا تستهدف بأي حال المدنيين والبيئة والمواقع الأثرية".
وقال أكار إن العملية العسكرية التركية في سورية "تتواصل في إطار القانون الدولي ومبادئ مكافحة الإرهاب، بما في ذلك الأسلحة والذخائر المستخدمة".
وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر، ضمن عملية "غضن الزيتون" التي انطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي، من السيطرة على كامل منطقة عفرين شمالي سورية، بعد طرد مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية منها.
(الأناضول)