بدأت طائرات النظام السوري منذ صباح اليوم، الجمعة، قصفاً عنيفاً على مناطق سيطرة المعارضة السورية في غوطتي دمشق الشرقية والغربية، وذلك بعد يوم واحد فقط من المجزرة الكبيرة، والتي تسبب بها قصف طائرات النظام لبلدة دير العصافير في غوطة دمشق الشرقية، والتي بلغ عدد ضحاياها النهائي سبعة وثلاثين مدنياً سقطوا نتيجة قصف قوات النظام السوري عدة مناطق في البلدة يوم أمس، الخميس.
وقال الناشط أنس المعضماني، في حديث مع "العربي الجديد"، إن طائرات النظام السوري المروحية ألقت منذ صباح الجمعة، اثني عشر برميلاً متفجراً على مناطق سيطرة المعارضة السورية في محيط أوتوستراد السلام، قرب بلدة خان الشيح ومخيم اللاجئين الفلسطينيين، القريب منها، ومزارع الديرخبية، لتخلف هذه البراميل المتفجرة دماراً كبيراً.
وفي سياق متصل نشر المجلس المحلي في بلدة زبدين، الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، صوراً تظهر الدمار الكبير الذي خلفه قصف قوات النظام السوري على المباني السكنية في البلدة، حيث قامت طائرات النظام السوري الحربية باستهداف المناطق السكنية في البلدة بأربع غارات جوية استهدفت إحداها النقطة الطبية الوحيدة في البلدة، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة.
كما أدى قصف صاروخي شنته قوات النظام المتمركزة قرب البلدة بصاروخ "فيل" محلي الصنع، إلى دمار كبير في المباني السكنية، وخلف القصف المستمر على زبدين حتى الآن أكثر من عشرين جريحا، إصابة ثلاثة منهم خطيرة بحسب مصادر طبية هناك.
كما استهدفت طائرات النظام السوري الحربية بلدة بالا والمناطق المحيطة بها في غوطة دمشق الشرقية، بأكثر من عشرين غارة جوية في محاولة منها لإجبار قوات المعارضة المتمركزة في البلدة على الانسحاب منها، لتتمكن قوات النظام من فصل مناطق القطاع الجنوبي في غوطة دمشق الشرقية عن باقي مناطق غوطة دمشق الشرقية، والتي تسيطر عليها المعارضة السورية والمحاصرة أصلاً من قبل قوات النظام السوري.
وتحاول قوات النظام فصل مناطق جنوب الغوطة عن باقي مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، وتعتبر المنطقة الوحيدة المجاورة لطريق المطار ومطار دمشق الدولي، كما تُعدّ خزاناً اقتصادياً زراعياً استفاد منه سكان الغوطة الشرقية في حصارهم الذي بدأ منذ نحو أربع سنوات ولا يزال مستمراً حتى اليوم، وتسكن نحو ثلاثة آلاف عائلة مناطق غوطة دمشق الشرقية الجنوبية التي تحاول قوات النظام فصلها عن باقي الغوطة الشرقية.
وتأتي هذه التطورات بعد مرور أكثر من شهر على بدء تطبيق الهدنة بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري، حيث تواصل قوات النظام السوري خروقاتها اليومية لهذه الهدنة.
انخفاض أعداد القتلى في درعا
في موازاة ذلك، كشف مكتب توثيق الشهداء في درعا أن شهر آذار/ مارس شهد مقتل نحو 68 شخصاً في عموم محافظة درعا ومن أبنائها خارج المحافظة، وهو ما يعدّ انخفاضاً واضحاً لأعداد القتلى نتيجة الهدنة التي تشهدها البلاد.
وذكر تقرير صادر عن المكتب أن "أعداد القتلى توزعت بين المقاتلين بنحو 13 مقاتلاً، والمدنيين بنحو 55 شخصاً منهم 3 نساء و17 طفلاً و27 رجلاً و8 تحت التعذيب".
وبين التقرير أن "شهر آذار/ مارس شهد تراجعاً كبيراً في القصف وتوقف غارات الطيران من قبل قوات النظام، لكن شهدت المناطق المحررة تصعيداً من قبل الفصائل المسلحة".
ووثق المكتب "مقتل نحو 11 شخصاً خلال تلقيهم العلاج في مشافي الدول المجاورة، وقتيل من اللاجئين الفلسطينيين، وقتيلين من النازحين الجولانيين".
كما وثق مقتل نحو أربعة أشخاص من أبناء محافظة درعا، أثناء تواجدهم خارجها، بينهم مقاتلان اثنان من تنظيم "الدولة الإسلامية" في معارك ضد قوات النظام في مدينة تدمر في حمص، وقتيل نتيجة غارة للطيران الروسي في مدينة الرقة، إضافة لمقتل طفل برصاص الأمن التركي أثناء محاولته العبور في مدينة أعزاز في حلب.