جدّدت قوات النظام السوري، فجر اليوم الأربعاء، عمليات القصف على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، فيما سيّر الجيش التركي دورية مشتركة مع الجيش الروسي على الطريق الدولي حلب - اللاذقية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق في بلدات وقرى كنصفرة والفطيرة وسفوهن في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، مسببة أضراراً مادية، وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
وذكرت المصادر أن الهدوء عاد إلى المنطقة، صباح اليوم الأربعاء، بالتزامن مع بدء الجيش التركي بالانتشار على الطريق الدولي حلب - اللاذقية جنوب مدينة أريحا، وذلك تحضيراً لتسيير دورية مشتركة مع الجيش الروسي.
ويأتي ذلك في إطار تنفيذ اتفاق موسكو الذي وُقِّع في الخامس من مارس/ آذار الماضي، والذي نصّ على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق، تمهيداً لافتتاحه لاحقاً. وبحسب المصادر، فقد سارت الدورية على الطريق اليوم دون حدوث أية مشاكل.
وشهد ريف إدلب الجنوبي، خلال اليومين الماضيين، تصعيداً من قبل قوات النظام والطيران الروسي، حيث شنّ الأخير أكثر من ثلاثين غارة أدت إلى وقوع ضحايا من المدنيين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أكد أمس الثلاثاء، في تصريح أوردته وكالة "الأناضول"، أن بلاده لن تسمح بزعزعة الهدوء الحاصل في إدلب، الذي جاء عقب توقيع اتفاق موسكو الأخير.
وقال أردوغان إنه "على الرغم من أن قوات النظام زادت استفزازاتها في الأيام الأخيرة، إلا أننا لن نسمح بأن تتحول إدلب إلى بيئة صراع مرة أخرى".
في السياق، ذكر فريق "منسقو الاستجابة" أنه أحصى نزوح 5834 نسمة من مناطق جبل الزاوية وريف حماة الشمالي الغربي نحو المناطق الأكثر أمناً، وذلك بسبب التصعيد الذي طاول تلك المناطق.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ تلك المناطق شهدت عودة ضئيلة للنازحين في وقت سابق، وهؤلاء عادوا بقصد جني المحاصيل والثمار التي تعبوا على زراعتها ورعايتها خلال العام، إلا أن قصف النظام أجبرهم على النزوح مرة أخرى.
وشهد ريف حماة الغربي، أول أمس، معارك عنيفة بين قوات النظام وفصائل "وحرض المؤمنين"، التي تقودها "هيئة تحرير الشام"، وأدت المعارك إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، دون تغيير في خريطة السيطرة على الأرض.
وذكرت مصادر من مدينة حماة، لـ"العربي الجديد"، أن عنصراً من قوات النظام قُتل وأُصيب سبعة آخرون جراء انفجار لغم بهم على محاور التماس مع المعارضة المسلحة، ونُقلوا إلى المستشفى العسكري في حماة.
وبحسب المصادر، فإن قوات النظام تحاول تمشيط الجبهات وإزالة الألغام من المنطقة في ما يبدو أنها محاولة للتموضع في نقاط متقدمة على جبهات جبل الزاوية.
ويشار إلى أن النظام تكبد خسائر بشرية، أخيراً، خلال عمليات إزالة الألغام المزروعة من قبل الفصائل في محاور القتال بين الطرفين.