أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أن قمة سوتشي بشأن سورية، التي تجمعه بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، تناولت مسائل مهمة، وأنه تم قطع أشواط مهمة في مواضيع مثل مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، فيما شدد بوتين على أهمية بدء لجنة صياغة الدستور في سورية عملها خلال فترة قريبة.
وأشار أردوغان، في كلمة خلال انطلاق القمة الثلاثية، إلى أن "التنسيق في مسار أستانة ساهم في وقف إطلاق النار في سورية"، مضيفاً "حافظنا على روح مسار أستانة رغم كافة المشاكل واختلافات الرأي، وحتى الاستفزازات لخلق شرخ بيننا".
وذكر أن "الشعب السوري في انتظار أخبار سارة منا. ومؤمن أننا سنزف أخبار الأمل والنتائج المهمة للشعب السوري، وهو الأمل المتعلق بالاستقرار"، موضحاً "نسعى إلى حقن الدماء في سورية وفرض الاستقرار، ونهدف إلى تحقيق ذلك من خلال الحوار المباشر بيننا".
وقال "وقفنا إلى جانب الشعب السوري ودفعنا أكثر من 35 مليارا على الضيوف السوريين"، لافتاً إلى أنه "بينما نسعى لوقف نزيف الدماء في سورية، ثمة آخرون يعملون سرا وعلانية على استمرار النزاعات".
وقبيل انطلاق القمة، أعرب الرئيس التركي عن ترحيب بلاده بموقف روسيا الإيجابي من فكرة "المنطقة الآمنة" في سورية، وذلك في تصريحات قبيل الاجتماع المغلق مع نظيره الروسي.
وأشار أردوغان إلى أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سورية هو من بين أهم تحديات الفترة المقبلة. وأضاف: "الغموض مستمر بشأن كيفية تطبيق القرار، ومن المهم جدًا أن نعمل سوية إزاء هذا الوضع الجديد".
وتابع: "ندعم فكرة المنطقة الآمنة (في سورية) بما يخدم إزالة مخاوفنا بشأن الأمن القومي، ونواصل المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن التفاصيل".
من جهته، قال الرئيس الروسي، في كلمته في افتتاح القمة: "نبذل جهودًا مشتركة مع تركيا وإيران لإعادة الحياة إلى طبيعتها في سورية"، مضيفا أن "حالة عدم الاشتباك سائدة حاليًّا على مساحة كبيرة من الأراضي السورية، وهذا نتاج جهودنا الإيجابية والملموسة".
وقال بوتين إن "مسار أستانة أدى إلى عملية تسوية سياسية دائمة للأزمة السورية"، وإنه "علينا الاتفاق في موضوع خفض التوتر في إدلب"، قبل أن يستدرك بقوله: "لكن هذا لا يعني ضرورة صبرنا على بقاء الإرهاب".
بدوره، قال الرئيس الإيراني في كلمته إن "الولايات المتحدة تحمي المجموعات الإرهابية في سورية والعراق، وتحاول تحقيق غاياتها من خلال استخدام التنظيمات الإرهابية".
وأشار روحاني إلى أن "الحوار مستمر بين القوى المؤثرة في سورية، ونحن بحاجة إلى تأسيس سلام دائم"، مضيفا: "نحرص على مواصلة الحوار والضغط بكافة الوسائل على جميع الفصائل لنزع السلاح في سورية"، مؤكداً أن "السوريين يجب أن يحددوا مستقبل بلادهم، ونرفض كل التدخلات الخارجية".
(العربي الجديد)