أعلن "المجلس السياسي" للانقلابيين في اليمن، اليوم الأحد، أنه سيتعامل إيجابياً مع أي مبادرات، لكن بشروط، وذلك إشارةً إلى المبادرة الأميركية التي جرى طرحها على إثر اجتماعات جدة بالسعودية، في الوقت الذي ناقش فيه المجلس إجراءات تشكيل حكومة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بنسختها التي تديرها جماعة أنصار الله (الحوثيون)، أن "المجلس السياسي"، والذي تألف مؤخراً باتفاق بين الجماعة وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وخلال اجتماع عقده اليوم بصنعاء، أكد "على أنه سيتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقوم على أساس الوقف الشامل لما وصفه بـ"العدوان" (إشارة لعمليات التحالف)، و"رفع الحصار" و"تحقق السلام المنشود".
وعلى الرغم من هذا الموقف، والذي يعد إشارة ضمنية للمبادرة المعلنة مؤخراً من الولايات المتحدة، والمقدمة للمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والمقرر أن يَستأنف على ضوئها المباحثات مع الأطراف اليمنية؛ إلا أن الوكالة أشارت إلى أن المجلس ناقش في اجتماعه "الإجراءات اللازمة لتشكيل الحكومة في القريب العاجل"، وهو الأمر الذي ما زال الانقلابيون يمضون باتّجاهه كخطوة أحادية بعيداً عن التوافق.
وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قد أعلن الخميس الماضي، عقب اجتماعات عقدها مع المسؤولين السعوديين والخليجيين عن مقترحات جديدة لحل سلمي في اليمن، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وانسحاب الحوثيين من صنعاء ومحافظات أخرى، وكذلك تسليم الأسلحة الثقيلة لطرف ثالث لم يسمّه.
بالتزامن مع ذلك، واصلت مقاتلات التحالف العربي غاراتها الجوية ضد أهداف مفترضة لمسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، في محافظتي صعدة وحجة الحدويتين مع السعودية، شمالي غرب البلاد، فيما تواصلت المواجهات في منطقة "نِهم" شرق صنعاء، وسط أنباء عن تقدم لقوات الشرعية.
وأفادت مصادر تابعة للحوثيين بأن التحالف نفذ أكثر من 45 غارة جوية منذ صباح اليوم في محافظة صعدة، معقل الجماعة، استهدفت 29 غارةً منها أهدافاً في منطقتي "قلل الشيباني" و"مندبة"، وثماني غارت في "آل الزماح"، وغارات أخرى بمناطق متفرقة، وذلك في مديرية "باقم" الحدودية مع السعودية.
وامتدت الغارات إلى مديرية "كتاف"، حيث نفذ التحالف ثلاث غارات في "مفرق العقيق"، وغارة في منطقة "البقع"، كما نفذ غارة بمديرية "سحار"، وتعرضت أهداف في مديرية رازح لقصف صاروخي من القوات السعودية.
وجاء تصعيد غارات التحالف في صعدة، والمديريات الحدودية منها على وجه التحديد، بالتزامن مع استمرار التوتر والمواجهات المتقطعة بين الحوثيين والقوات السعودية في المناطق الحدودية.
وفي محافظة حجة، المحاذية لصعدة من الغرب، أفادت مصادر قريبة من الحوثيين بأن التحالف نفذ نحو عشر غارات في مديريتي "حرض" و"ميدي" الحدويتين، واللتين تشهدان مواجهات متقطعة بين الانقلابيين وقوات الشرعية.
وفي مديرية "نِهم" شرق صنعاء، تواصلت المواجهات المسلحة اليوم، وسط أنباء عن تقدم قوات المقاومة والجيش الموالية للشرعية في "جبل السوداء" المطل على منطقة "محلي"، بعد مواجهات مع الحوثيين والموالين لصالح، ولم ترد تفاصيل حول الخسائر خلال المواجهات.