وبحث الصفدي، العلاقات الثنائية ومستجدات "الحرب على الإرهاب"، مع رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء العراقي حيد العبادي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذين التقاهم بشكل منفصل.
وفيما نقل الصفدي تهنئة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للمسؤولين العراقيين "بتحرير الموصل والانتصار الكبير الذي حققه العراق على العصابات الداعشية"، جدد الوزير التزام بلاده بدعم العراق في كافة المجالات ومنها التصدي لدحر الإرهاب.
وقال الصفدي، بحسب بيان صادر عن الخارجية الأردنية، اليوم الخميس، إنّ "المملكة حريصة على دعم العراق أمنياً وتنموياً وسياسياً، وهذا ينطلق من توجيهات الملك عبدالله الثاني وحرصه الشديد على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين".
ودعا الصفدي إلى "فتح الطريق الدولي الذي يربط عمان ببغداد لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين، وكذلك مشروع الأنبوب النفطي من العراق إلى الأردن، فضلاً عن دعم نشاطات القطاع الخاص خدمة لمصلحة البلدين الشقيقين".
من جهته، أوضح المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أنّ المباحثات تطرقت إلى "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية، والتعاون الأمني، والاستخباري، والاقتصادي، والحرب ضد الإرهاب".
وأشار المكتب إلى أنّه "جرى التطرّق لبحث تهيئة مستلزمات الإسراع بفتح المنفذ الحدودي بين البلدين. ومنذ منتصف العام 2015 تعلن الجهات الرسمية العراقية عن جهوزيتها الفنية لافتتاح المعبر الوحيد بين البلدين، في انتظار تحقق الجهوزية الأمنية".
وفي وقت سابق، كشف مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية العراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوزير الأردني سيلتقي نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، ومسؤولين عراقيين آخرين، وسيتم بحث إجراءات فتح الطريق الدولي بين بغداد وعمان، والحرب على الإرهاب، وسبل الحد من خطر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتأتي زيارة الصفدي، في وقت تتحدّث فيه الحكومة العراقية، ومسؤولون محليون بمحافظة الأنبار غربي العراق، عن تولّي شركة أميركية طريق بغداد – عمان، لإعماره وحمايته.
وفي السياق، قال عمر الكبيسي، عضو المجلس المحلي لمدينة الرطبة غربي الأنبار، الواقعة على الطريق بين العراق والأردن، لـ"العربي الجديد"، إنّ منح طريق بغداد – عمان لشركة أميركية، "سيسرّع في إعمار هذا الطريق الذي يحظى بأهمية كبيرة للأنبار والعراق، كونه يوفر مورداً اقتصادياً مهماً".
وأوضح أنّ الشركة الأميركية المكلّفة بحماية الطريق بدأت، منذ عدة أسابيع، بجولات استكشافية للاطلاع على مواطن الخلل والثغرات الأمنية.
وأضاف أنّ "الخطر الأكبر الذي يعرقل فتح الطريق بين العراق والأردن، هو مروره بصحراء واسعة، لا يزال جزء كبير منها تحت سيطرة داعش"، موضحاً أنّ "عشائر الأنبار ستكون داعمة للقوة الأميركية، المكلفة بحماية الطريق بموافقة الحكومة العراقية".
وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن أكّد أنّ الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن، سيُمنح لشركة أجنبية ضمن التوجه الاستثماري للدولة العراقية.
وأعلن العبادي، في مايو/ أيار الماضي، عن تعاقد السلطات العراقية مع شركة "أولايف غروب"، لإعمار وحماية طريق بغداد – عمان.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، إنّ الحكومتين المحلية في الأنبار، والاتحادية في بغداد، تعاقدتا مع الشركة الأميركية لتأمين الطريق، مؤكداً أنّ الشركة ستباشر عملها وفقاً للعقد المبرم بين الجانبين.
وأشار إلى أنّ المشكلة الأكبر تكمن في أنّ تنظيم "داعش" لديه معسكرات قريبة من الطريق، منحته زمام المبادرة لتنفيذ هجمات بشكل مستمر، موضحاً أنّ جميع القوات العراقية ستنسحب من مواقعها، بعد استلام شركة الحماية الأميركية مهامها.
وتسبب إغلاق المعبر، منذ أبريل/ نيسان 2014، في أعقاب تعرضه لهجمات من قبل تنظيم "داعش" بخسائر كبيرة للاقتصاد الأردني.
ويسعى الأردن لحل مشكلاته الاقتصادية من خلال المشاركة في مشاريع إعادة إعمار العراق، وانجاز مشروع أنبوب النفط العراقي، والمقرر أن يبدأ العمل بتنفيذه قبل نهاية العام الجاري.