وأضاف المصدر أن ترسيم الحدود بين مصر والسعودية في مسألة جزيرتي تيران وصنافير دفع القوى السياسية والشعبية في السودان، إلى مطالبة الرئيس عمر البشير، بإعادة المثلث إلى السودان. ووصل الأمر إلى حدّ اتهام تلك القوى البشير بـ"الضعف وعدم القدرة" مقارنة بالسعودية.
وكشفت مصادر سياسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، أن "مسؤولي ملف سد النهضة بجهاز الاستخبارات المصري، إضافة إلى وزير الري محمد عبد العاطي، التقوا، يوم الأربعاء، مسؤولين إثيوبيين وسودانيين، على هامش قمة المناخ المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك لتسريع المفاوضات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي".
وأشارت المصادر إلى أن "الوفد المصري حذّر من محاولة الخرطوم وأديس أبابا الضغط على القاهرة، بسبب الخلافات الحالية بين مصر والسودان بشأن ملف حلايب وشلاتين"، مشدّدين على أن "تلك المسألة لا ينبغي إقحامها بملف السد".
وأوضحت أن "الوفد المصري رفض التقارير الفنية الأوّلية الصادرة عن المكتبين الاستشاريين الفرنسيين، نظراً لأنها لم تتطرق للتأثيرات السلبية للسدّ على الأمن المائي المصري، فيما يتعلق بمسألة تملح التربة". ولفتت إلى أن "خلافاً نشب خلال اللقاء، بسبب إصرار كل من السودان وإثيوبيا على التوقيع على التقارير الفنية بصورتها الحالية، رافضين إجراء أي تعديلات، في حين تصر القاهرة على ضرورة إدخال تعديلات فنية على بناء السد. وهو ما باتت إثيوبيا تراه أمراً شبه مستحيل، نظراً لكون الإنشاءات وصلت إلى مرحلة من البناء لا يمكن معها التعديل في المواصفات الفنية". كما أشارت المصادر إلى أن "الفترة الماضية شهدت تقارباً كبيراً بين أديس أبابا والخرطوم، في ظل تجاهل مصر للسودان"، بحسب تعبيره.
من جهته، قال مصدر وثيق الاطلاع على ملف السد "للأسف، مصر ستكون مضطرة للرضوخ أمام الاتحاد السوداني ـ الإثيوبي، في ظلّ محاولة الرئيس السوداني عمر البشير، كسب أرضية سياسية أمام شعبه، حتى لا يبدو وكأنه مفرّط في حدوده"، متابعاً "لذلك لن يكون أمامه إلا التصعيد ضد القاهرة في ملف سد النهضة، وهي ورقة الضغط القوية في يده". وأضاف أن "القاهرة لم تعد تملك سوى أوراق المكايدة السياسية المتمثّلة في الضغط تارة باستقبال اللاجئين الإثيوبيين، وتارة أخرى اللعب بورقة إثنية الأورومو (مجموعة عرقية متعددة الطوائف، ينتمي إليها نحو 48 في المائة من الاثيوبيين)، أو دول جوار إثيوبيا". وتابع أن "هذه الأوراق لا تُمثّل ضغطاً قوياً على الحكومة الإثيوبية، وهو ما سيجعل مصر أمام مصير حتمي بإنهاء إثيوبيا للسدّ بنفس المواصفات التي أعدتها ومن دون أي تعديلات". في المقابل، عقد وزير الري المصري محمد عبد العاطي، ونظيره السوداني معتز موسى، اجتماعاً ثنائياً عقب الاجتماع الثلاثي، تمّ خلاله التطرق إلى مسألة حلايب وشلاتين، أكد خلاله وزير الري المصري، انفتاح القاهرة على كافة المبادرات المتعلقة لحل الأزمة.