ونقل المعلّق العسكري بن كاسبيت، في تقرير نشرته النسخة العبرية لموقع "مونيتور"، اليوم السبت، عن هذه القيادات قولها، إنّ "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تجمع على أنّ رئيس النظام السوري بشار الأسد، بات يرى أنّ الطاقة الكامنة في وجود القوات الإيرانية والمليشيات الشيعية قد استنفدت، وأنّه لم تعد هناك حاجة لهذه القوات، وتلك المليشيات كذراع مشاة يضمن استقرار النظام، بعد إحرازه الانتصارات في جميع الجبهات، وبعد أن بات وجودها يسمح لإسرائيل بتبرير مواصلة تنفيذ الهجمات في العمق السوري".
ونقل كاسبيت عن مصدر عسكري إسرائيلي وصفه بأنّه "رفيع المستوى" قوله، إنّ "الأسد بات يرى في الوجود الإيراني والشيعي في سورية عبئاً على نظامه"، مستدركاً بالقول إنّ "النظام السوري لم يبلغ بعد من القوة ما يمكّنه من أن يطلب من الإيرانيين والشيعة مغادرة البلاد".
ونقل كاسبيت عن جنرال إسرائيلي قوله، إنّ "ما يعزز من قدرة إسرائيل على تحقيق مصالحها، حقيقة أنّ الروس يقدّرون القوة ويحترمون القوي"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل لا تتردد في لفت أنظار الروس، إلى عدم ترددها في القيام بكل ما تراه مناسباً لضمان تحقيق مصالحها".
وبحسب الجنرال، فإنّ "إسرائيل تلفت القيادة الروسية إلى خطوطها الحمراء"، مشيراً إلى أنّه بعد ساعات على مغادرة كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ورئيس هيئة الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، تل أبيب، الأسبوع الماضي، أقدم سلاح الجو الإسرائيلي على إسقاط الطائرة السورية من طراز (سوخوي) التي اخترقت الأجواء فوق الجولان المحتل، على الرغم من أنّ طاقم الطائرة أقدم على ذلك بطريق الخطأ.
ولفت إلى أنّ "إسرائيل، وعلى الرغم من أنّها تتمتع بهامش حرية شبه مطلق في سورية، إلا أنّ التنسيق والتعاون الإستراتيجي بينها وبين روسيا، لم يكن في يوم من الأيام، أقوى مما هو عليه الآن".
وأشار الجنرال الإسرائيلي، إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بمعدل مرة كل شهر، في حين يتحدّث وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان هاتفياً، مرة كل أسبوع، إلى نظيره الروسي سيرغي شويغو، إلى جانب أنّ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوط، يتواصل بشكل مكثف مع الجنرال غيراسيموف.
وأشار مصدر عسكري إسرائيلي آخر، بحسب ما نقل كاسبيت، إلى أنّ ما يفتح المجال أمام إسرائيل لتحقيق مصالحها في سورية، حقيقة أنّ التحالف الإيراني الروسي في سورية، تحوّل، مؤخراً، إلى تنافس، على اعتبار أنّ بوتين معني بأن تستأثر روسيا بتنفيذ كل مشاريع إعادة الإعمار في سورية، ويرى أنّ لموسكو وحدها الحق في أن تكون الطرف صاحب التأثير الرئيس في البلاد.
وأضاف المصدر: "بوتين لم يعد فقط معنياً بأن تواصل إسرائيل ضرب إيران في سورية واستنزافها، بل معني بأن تنجح تل أبيب في تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في إبعاد الإيرانيين من هناك، على اعتبار أنّ هذا ينسجم مع مصالح روسيا".
وبحسب المصدر، فإنّ "التحولات الداخلية في إيران، تلعب دوراً مركزياً في تحسين قدرة تل أبيب على تحقيق هدفها المتمثل بطرد القوات الإيرانية من سورية"، لافتاً إلى أنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، يعد ضمن الأطراف الإيرانية الداخلية التي تعارض الوجود العسكري في سورية، لأنّه معني بتعزيز الاستثمار في الاقتصاد الإيراني".
ورأى المصدر، أنّ "مؤسسة الرئاسة بزعامة روحاني، والمؤسسات الرسمية الأخرى في الدولة الإيرانية، تشكل طرفاً، في حين يشكّل الحرس الثوري وتحديداً (فيلق القدس) بقيادة قاسم سليماني طرفاً مضاداً".
وبحسب التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية التي عبر عنها المصدر، فإنّ آخر ما يعني روحاني هو مواصلة استثمار مليارات الدولارات في التدخل بسورية، معتبراً أنّ قرب سليماني من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يصنع الفرق لصالحه.
كما نقل كاسبيت عن مصدر أمني إسرائيلي آخر، قوله إنّ الاحتجاجات التي تتعاظم في طهران على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية، تقلّص هامش المناورة المتاح أمام الحرس الثوري، معتبراً أنّ هذه الاحتجاجات "تمثّل رافعة ضغط ضد كل الأطراف التي تصمم على مواصلة الاستثمار في التدخل في سورية".
إلى ذلك، قال يوسي ميلمان معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف"، إنّ الافتراض الذي يستند إليه أولئك الذين يحذرون من انفجار الجبهة الشمالية في إسرائيل، بسبب سيطرة نظام الأسد على جنوب سورية "غير واقعي".
واعتبر ميلمان، في تحليل نشرته "معاريف"، اليوم السبت، أنّ "آخر ما يعني الأسد في الوقت الحالي، هو التسبّب في استفزاز إسرائيل، على اعتبار أنّها قادرة على تهديد الإنجازات التي حققها".
وأضاف أنّ "التفاهمات التي توصلت إليها إسرائيل وروسيا، خلال اللقاءات التي جمعت نتنياهو وبوتين، وعبر الاتصالات المباشرة بين ليبرمان وشويغو، أسهمت بشكل كبير في تقليص فرص وقوع حدث يمكن أن يفضي إلى تفجير الجبهة الشمالية في إسرائيل".