وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم الثلاثاء، إن قتل الشرطي وصديقته في منطقة باريس "عمل إرهابي بلا شك"، مؤكداً أن فرنسا "تواجه تهديداً إرهابياً كبيراً جداً". حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وذكرت مصادر قريبة من التحقيق، كما أوردت الوكالة ذاتها، أن عبدالله العروسي منفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، "كان معروفاً من قبل الشرطة بسبب تطرفه وورود اسمه في تحقيق مرتبط بشبكة جهادية سورية".
وجاء حادث قتل الشرطي وصديقته، في سياق استنفار فرنسي، واستمرار للعمل بحالة الطوارئ. كما وقع بالموازاة مع تنظيم نهائيات "يورو2016"، ما شكل صدمة للشارع الفرنسي.
وما أثار مزيداً من القلق، هو أن منفذ هذا الاعتداء الإرهابي، حسب توصيف الرئيس فرانسوا هولاند، سبق له أن أمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً بسبب ضلوعه في شبكة ترسل مقاتلين إلى باكستان. فضلاً عن قدرة منفذ الهجوم على رصد حركات الشرطي الفرنسي الذي يبلغ من العمر 42 عاماً، وكان بلباسه المدني حين تم قتله بسلاح أبيض، دون حاجة لاستخدام سلاح ناري، داخل منزله.
وكان لافتاً استخدام منفذ الهجوم لمواقع التواصل الاجتماعية عبر خاصة النقل المباشر التي يوفرها موقع "فيسبوك" حتى أثناء تنفيذه لعملية القتل، ونشره فيديو من 13 دقيقة، يكشف تفاصيل عمله، ويُخاطب فيه أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم "داعش"، وهو ما سهّل عملية تبنّي العملية سريعاً من قبل التنظيم.
وحسب المعطيات الأولية عن منفذ الهجوم، فهو في الخامسة والعشرين من عمره، واسمه عبدالله العروسي، من مدينة مانيانفيل الفرنسية، حيث توجه إلى بيت الشرطي وخنق زوجته، وهي شرطية أيضاً، ونشر صورتها، ووجّه للشرطي تسع طعنات قاتلة بسكّين، قبل أن تتدخل قوات الشرطة وترديه قتيلاً، وتخلّص طفلاً في الثالثة من عمره.
وبينما تحاول السلطات الفرنسية الأمنية معرفة كل ملابسات الاعتداء، الذي كانت الأخبار تتحدث أمس عنه باعتباره نزاعاً بين جيران، تصاعد بفرنسا شعورٌ بأن ثمة إخفاقات كثيرة ساهمت في حدوث هذا الاعتداء، إذ أن منفذ الهجوم له سوابق إجرامية وإرهابية، وسبق وحوكم مع سبعة آخرين عام 2013 بتهمة الانتماء لـ"شبكة جهادية تقوم بتجنيد مقاتلين". وأمضى ما يقرب من ثلاث سنوات سجناً، وبعدها واصلت الشرطة والاستخبارات رصد حركاته وأنشطته.
للإشارة، ينتظر أن يزور الرئيس الأميركي باراك أوباما، فرنسا يوم الخميس القادم، حيث سيلتقي بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والأكيد أن ملف الهجومين الأخيرين في كل من البلدين سيكون محور اللقاء بين الرئيسين.